أَبْكي عَلَى الشَّهْرِ الَّذي عِشْنا بِهِ
بِجِوارِ مائِدَةِ الْكَريمِ ضُيوفا
وَمَضَى وَلَمْ أَشْبَعْ وَلَيْسَ لِقِلَّةٍ
أَتَراهْ لَحْماً فَوْقَها وَرَغيفا؟
فَسِماطُهَا الْمُمْتَدُّ نَحْوَ جِنانِهِ
بِجِوارِنا الْأَمْلاكُ صُرْنَ وُقوفا
أَزْكَى عِباداتِ التَّقَرُّبِ فَوْقَها
تَحْلو إذا ما الدَّمْعُ صارَ ذَروفا
إنْ لَمَ يَكُنْ خَشَعَ الْفُؤادُ لِرَبِّهِ
وَإذا قَسا فَعَسَى يَنالُ طَفيفا
اِعْذُرْ قُلوبَ الْمُؤْمِنينَ إذا بَكَتْ
أَفِراقُ مَحْبوبِ يَكونُ خَفيفا؟
لَكِنْ صَلاةَ الْعيدِ بَلْسَمُ جُرْحِهِ
ذاكَ الدَّواءُ غَدا لَهُمْ مَعْروفا
فَهُناكً تَنْهَمِرُ الدُّموعُ لِفَرْحَةٍ
كُبْرَى فَلَمْ يُبْقِ الْإلَهُ خَريفا
صَيْفُ الذُّنوبُ خَبَا كَمِثلِ شِتائِها
مِنْها غَدا ذاكَ الْكِتابُ نَظيفا
فَرَبيعُهُ بِكِتابِهِ مُتَفَرِّدٌ
وَنِداءُ رَبِّكَ ما حَوَى تَحْريفا
اِسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ الْجَميلَ وَلا تُقِمْ
في غَفْلَةٍ لِلْموبِقاتِ مَضيفا
هَذَا جَمالُكَ وَالثِّيابُ وَإنْ بَلَتْ
تَزْهو وَتَبْدو فِي السَّماءِ شَريفا
دَعْ عَنْكَ ثَوْباً لا تُزَيِّنُ أَهْلَها
وَبَريقُها فِي الْحَشْرِ صارَ مُخيفا
فَلِمَنْ إذَنْ أُهْدِي التَّهاني يا أَخي؟
فَأَخُو الْهِدايَةِ لا يَزالُ عَريفا