لن يسدل اليوم الرحيل أفولا
العلم شاء بأن ندوم طويلا
و لنا بعلياء المدارس راية
شقت بأفق الصاعدين سبيلا
لكأننا نـنمو بـأول خطــــوة
رامت إلى قمم السمو و صولا
و لكم تساقط من عبير هطولنا
قطر فأضحى الامتنان هطولا
و بكل شبر يستطيل حضورنا
حرّاث مجدٍ نقطف المحصولَ
و بكل ناحية تراءى صبرنا
غرسا فأنبتنا البقاع حقولا
يتفيأ الطابور دفء ظلالنا
قد صاغ وقفة عزنا إكليلا
تنساب من عبق الصفوف نسائم
تروي حديث الانبعاث فصولا
و برنة الجرس الرخيم أذاننا
للمجد قوموا استنهضوا التحصيلَ
و سيذكر الإصباح همس سخائنا
لما نلامس ضوءه تهليلا
تستيقظ الدنيا بيقظة حلمنا
و يطير سرب الأمنيات عجولا
و يسابق الإشراق لمسة جدنا
ألقا و يدعونا العلا تبحيلا
و لقد أردنا أن نكون حضارة
عظمى بما وهب الجليل جميلا
ما سال حرف من مدائن حبره
إلا و رتـل فضـلنا ترتيــلا
و سل الأنامل كيف عانق سطرها
كلماتها الأولى تخط أصولا
و عن التهجي سل تعثر ألسن
من كان عن اتقانها مسئولا
يخضر من غدنا تحضر أمة
يقف الزمان بظلها مذهولا
و نعمّر الوطن الحبيب بوعينا
و نظل نبني بالعلوم عقولا
و قد انقضى حبا ربيع شبابنا
و نودع الآن الفصول كهولا
قد قالها شوقي بصدق بيانهِ
كاد المعلمُ أن يكون رسولا