يَفُوحُ عَبقُ نَسائِمِ العِشقِ الحُسينيِّ حَامِلًا وَلاءَ الآباءِ لرَياحينِ الحُبِّ الحُسينيِّ، حَتَّى تُثمِرَ شَجَرَةُ الوَلاءِ في الأجَيالِ جِيلًا بَعدَ جِيلٍ ثِمارًا حُسينيّةً كَربلائِيَّةً، وحَتَّى تُؤتِيَ أُكُلَها من نميرِ الإسلامِ المُحَمَّدِيِّ الأصِيلِ.
يَهبُّ للعامِ الثَّالِثِ على التَّوالي شَذَا موسمِ “رَيَاحينِ الحُسينِ” في موسمِهِ الثَّالثِ بِتَنظِيمِ هيئةِ التَّعليمِ الدِّينيِّ وبالتَّعاوِنِ مع اللَّجنَةِ الثَّقَافِيةِ في الجَمعِيَّةِ الحُسَينيَّةِ مَعَ حُولِ شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ، ودخُولِ شَهرِ أبي عبدِاللهِ الحسينِ عليهِ السَّلامُ، وذلكَ ابتداءً من ليلةِ الحادي من شهرِ اللهِ المُحرَّمِ لعام ١٤٤١ هجريَّة، وحَتَّى ليلةِ الخَامسِ من الشهرِ نفسِهِ في مَأتَمِْ الجَمعيَّةِ الحُسينيَّةِ، وَسطَ مُشَاركةِ عَدَدٍ كبيرٍ من الطُّلابِ من دَاخِلِ وخَارجِ التَّعليمِ الدِّينيِّ.
الموسمُ الذي يُعدُّ امتدادًا لأنشِطةٍ وبرامج سابقة توقَّفتْ بعدَ أن استمرَّت لسنواتٍ عديدةٍ كالمَرسمِ الحُسَينيِّ، الأمرُ الذي أوضحَهُ الأستَاذُ ميثمُ الشايب في العام الماضي.
كَانتْ اللَّيَالِي الخَمْسُ من برنامجِ “رَياحِينِ الحُسَينِ ٣” مليئةً بالمُحَاضَراتِ التَّربَويَّةِ والفَعاليَّاتِ التَّعليميَّةِ والأنْشِطَةِ التَثْقِيفِيَّةِ بمُشاركةِ عددٍ من الأساتِذَةِ من داخلِ وخارِجِ القريةِ، ومجموعةٍ من طلبةِ التَّعليمِ الدينيِّ في القريةِ، وقد احتوت أنشِطَةُ البرنَامَجِ وفقراتُهُ في الأيَّامِ الخمسةِ على الفقرات الآتيةِ:
تَخلَّلَ البرنامجَ فَقَراتٌ ثابتةٌ طِوالَ أيَّامِ البَرنامجِ، كافتتاحِ البرنامجِ بتلاوةٍ مباركةٍ لآيٍ من الذِّكرِ الحكيمِ أتحف مسامِعَ الحُضُورِ بها طلبةٌ من التَّعليمِ الدينيِّ، ومِثلَ الدَّقِيقةِ الفِقهيةِ التي قَدَّمَها الأستاذ ميثم الشايب خلال البرنامجِ.
في الوقتِ عَينِهِ ضَمَّ البرنامج في طياتِهِ مجموعةَ فقراتٍ تَعلِيميَّةً متنوِّعةً، حيثُ تضمَّنَ مسرحياتٍ وأفلامًا تعليميَّةً، كمسرحيَّةِ “لَبَّيْكَ ياحُسَينُ”، و”ما إن شَرِبتُم عَذبَ مَاءٍ فاذكُروُنِي”، وفِيلمِ “جون”، و”عليُّ الأكبرُ”، و”سيِّدُ الماءِ”، وعَرضًا تقديميًّا بعُنوانِ “رجلُ المبادئ”، فيمَا كان للشِّعرِ حضُورهُ، حيثُ ألقَى الطَّالبُ أحمد جميل عمران قصيدة “رقية”، وألقى الطالبُ حسين جميل عمران قصيدة “مات التصبُّر”.
كما احتوى البرنامج على مُحاضرات تثقيفيَّةٍ ألقاها عددٌ من الأساتذة والمُحاضرين من داخل وخارجِ القريةِ:
– مُحاضرةُ “شَرَفُ الخِدمةِ الحُسينيَّةِ” للأستاذ حسين علي إبراهيم.
– مُحاضَرةُ “الثَّباتُ على المَبدأ” للأستاذ سلمان أوال.
– مُحاضرةُ “مع إمامٍ منصورٍ” قدَّمها الأستاذ هادي محمد علي.
بينما صُبِغَت بعضُ فقراتِ هذا الموسمِ بصِبغَةِ الإبداعِ والتَّجديدِ عن المواسمِ السابِقةِ، فمن إضافات هذا الموسمِ فقرةُ “هَلْ تَعلمُ” التي تَتناولُ بالمعلومات التعريفيةِ في كلِّ يومٍ شخصيةً كربلائيةً، وفقرة “نشرةِ الأخبارِ” التي عُرِضت على شكلِ حلقاتٍ يوميةٍ تُقَدِّمُ أحداثًا من السيرةِ الحسينية.
كما لم تَتَخلَّفْ أُنشودةُ “نداءِ العَقِيدةِ” عن ركبِ الجديدِ فقد أُضيفت إليها فقرةٌ من أُنشودة “من ثرى الطَّفِّ خُلِقنا”، الأنَاشِيدُ التي أدَّاها الطلبةُ بشكلٍ يوميٍ في ختام البرنامج، في حين قُدِّمت في حلَّتها الأخيرةِ قبل ارتقاء الخطيب الحُسينيِّ لقراءةِ مجلسِ العزاء في الجمعية الحسينيةِ أمامَ الحضورِ بمُشاركةِ عددٍ من خُدَّام الحسينِ عليهِ السَّلامُ من القريةِ.
في اليومِ الختامي أُقيمَ عزاءٌ للأشبال بالتنسيقِ مع لجنةِ العزاء بالجمعيةِ الحُسينيةِ، وبمشاركة النُخبةِ من برنامج “سفير الرثاء” المُقام سلفاً بأداءٍ مميزٍ.
وقدكان لطلبةِ التعليم الديني دورٌ بارزٌ في إنجاح الموسمِ الثقافيِ بحضورهم ومشاركتهم الفاعلة، بينما عبَّر أولياء الأمور عن رضاهم بتعلق أبائهم بثورة الإمام الحسين عليه السلام.