دمعتا الشهادة والفتح المبين للشاعر الأستاذ عبد الحسين سلمان

الأستاذ عبد الحسين سلمان
الأستاذ عبد الحسين سلمان

لي فِي الْمَآتِمِ لَوْعَةٌ وَدُموعُ
وَأَسىً إلَى رُزْءِ الْحُسَيْنِ يَجوعُ

رُزْءٌ يُقَرِّحُ مُهْجَتي وَيُذيبُها
وَكَأَنَّني وَحْدي أَنَا الْمَفْجوعُ

لَكِنَّ صَرْخاتِ الْحُضورِ تَقولُ لي:
ما أَنْتَ وَحْدَكَ أَيُّهَا الْمَخْدوعُ

كُلٌّ هُنا صَعَقَ الْمُصابُ قُلوبُهُمْ
فِي السِّبْطِ حُزْنَكَ تابِعٌ مَتْبوعُ

حَتَّى الْجَمادُ عَلَى الْحُسَيْنِ بَكَى دَماً
وَلَهُ انْحَنَتْ يَوْمَ الْحُسَيْنِ ضُلوعُ

حُزْنُ الشَّهادَةِ دَمْعُهُ جَمْراً غَدا
بَلْ إنَّهُ فِي الْمُقْلَتَيْنِ نَجيعُ

* * * * *

وَكَذَلِكَ الْفَتْحُ الْمُبينُ دُموعُهُ
في كَرْبَلاءَ لَها بِها يُنْبوعُ

دَمْعُ الْمَلايينِ الَّتي زَحَفَتْ لَها
سُرِجَتْ بِهِ عِنْدَ الْحُسَيْنِ شُموعُ

هَذي شُموعُ الْفَتْحِ فَتْحٌ خالِدٌ
وَبِعِطْرِ أَزْكَى التَّضْحِياتِ يَضوعُ

فَتَعَطَّرَتْ مِنْهُ الْبَسيطَةُ كُلُّها
فَسَما بِها حُرٌّ وَذَلَّ وَضيعُ

فَدُموعُنا صِنْفانِ دَمْعُ شَهادَةٍ
وَدُموعُ فَتْحٍ فِي الْخَريفِ رَبيعُ

شارك برأيك: