أحمد مدن
————–
الــغـيـاب كــتــاب مــــن حــضـور
إلـــى حــسـن عــبـدالله ســرحـان
لــــكـــأنَّـــكَ عـــــلـــــى عَـــــجَــــلٍ
وكــــــأنَّـــــا عـــــلـــــى مَـــــهَـــــلٍ
بـــــــــــــــــــذرْتَ عــــــــــمـــــــــرًا
رســــــــــمْـــــــــتَ لـــــــبْــــــثــــــاً
وذهـــــــــبــــــــتَ حـــــثــــيــــثــــاً
نــــكـــاتـــب فـــــيـــــك وقـــــتـــــاً
و تـــكـــاتــبُ فـــيـــنــا نـــاحـــيــةً
ويـــــــمــــــثــــــلُ الـــــــــظـــــــــلُّ
وتــــــمــــــثــــــل الـــــــــبـــــــــلادُ
ويــــــمــــــثـــــل الــــــغــــــيـــــابُ
والــــــغـــــيـــــابُ شــــــــمـــــــسٌ
والــغـيـابُ كــتـابٌ مـــن حــضـور
تــــــغــــــيــــــمُ الــــــفــــــقـــــراتُ
وتمطرُ طرائقَ من شتى صداقاتٍ
وتـــــهـــــطـــــلُ الــــجــــنــــبـــاتُ
وتــــــهــــــطــــــل الـــــــــــــــــروحُ
وتُـــغـــلِـــقُ الـــلـــغــةُ أبـــوابـــهــا
كَـــــمَـــــنْ هــــــــــدَٓهُ الــــخـــبـــرُ
أو كــــمــــن طــــــــواهُ الـــنــظــرُ
أو كــــمـــن عــلَــقَـتْـهُ الـــحـــروفُ
مــــــشــــــمـــــولًا بـــــالــــنــــبــــأِ
صـــــبــــاحٌ يــــــــذْرفُ وجــــهــــهُ
صــــبــــاح يـــبـــاغــتُ نــــهــــارهُ
صـــبــاح عــمـيـقٌ حــــدَّ الــعـظـمِ
صـــــــبـــــــاح لا يـــشـــبـــهـــنــا
فــــــــــي رشـــــفـــــةِ الـــــوقــــتِ
أو عــــلـــى خــــبْـــطِ الـــســاعــةِ
تــــــــــــــــنْــــــــــــــــسَـــــــــــــــلُّ
أدَقّ من أنينٍ. ، وأقسى من حنين
أرفـع من ألمٍ ، وأمضى من رحيل
لــعــلَّـكَ فـــــي رفـــقــة أحـــدهــم
لــعــلـك تُـلَـمْـلـمُ حــــزنَ أحــدهــم
لـــعـــلـــك تـــــــــزورُ أحـــــدهــــم
ولــعــلَّــهــم صـــحـــبــةُ الـــفــقــرِ
يــــــــــاصــــــــــديــــــــــقــــــــــي
وأنـــــــــت تـــــرشــــقُ يـــومـــنـــا
وأنـــــــــت تـــــرمــــقُ حـــلــمــنــا
نــحـن فـــي انـتـظـار ٍ لا يــغـادرُ
نــحـن فـــي مـجـيـئٍ لا يــفـارقُ.