مجلس الأربعين للميت

مجلس الأربعين للميت

الأستاذ حسن كاظم
الأستاذ حسن كاظم

 

لقد أصبح من العرف الآن في مجتمعنا إقامة مجلس قراءة بعد أربعين يوما ويهدى ثوابه للميت، حيث هذا لم يكن موجودا من قبل في مجتمعنا.
وقد اعترض على ذلك بعض العلماء الأفاضل والناس، وقالوا الأربعين خاص بالإمام الحسين عليه السلام، ولا يصح أن يقام مجلس بعد الأربعين باسم ميت غير الإمام الحسين عليه السلام . ويمكن إقامة المجلس لكن ليس باسم الأربعين حتى قالوا إقامة المجلس للميت قبل الأربعين بيوم أو بعده بيوم حتى يتفادى الأربعين.
ومع احترامنا لوجهة النظر هذه لكن أعتقد أنها غير دقيقة، وذلك لأن القول بأنه لا يصح أو أنه لا يجوز ، هو قول بحكم شرعي يحتاج إلى دليل من النص. فهل هناك رواية عن المعصومين عليهم السلام تمنع ذلك، أو رواية تقول بأن ذلك خاص بالإمام الحسين عليه السلام ؟!!!!
فإذا كانت هناك رواية بذلك نعم نتفق معهم فيما قالوا، وعلى المدعي البينة فعليه أن يطرح لنا تلك الرواية.
كذلك نسألهم هل هناك فتوى من أحد المراجع تقول بأنه لا يصح أو لا يحوز إقامة مجلس في الأربعين للميت وأن ذلك خاص بالإمام الحسين عليه السلام؟!!! فإذا كانت هناك فتوى بذلك فليشيروا إليها.
وبحسب الظاهر لا توجد هناك رواية بالمنع ولا حتى بالكراهة يستند إليها المراجع حتى يفتوا بذلك.
وعليه لا يمكن أن نقول بالمنع أو بعدم الجواز أو عدم الصحة. بل الدليل على الجواز هو الأقوى وذلك لأن إقامة مجلس في الأربعين أو غير الأربعين للميت يدخل في باب الاستحباب العام، حيث يستحب القيام بأعمال كثيرة للميت، منها إقامة مجالس قراءة على أهل البيت عليهم السلام وإهداء ثوابها للميت. سواء كانت في الأربعين أو غيره.
ولا نص يمنع إقامة تلك المجالس في الأربعين.
ولا يمكن مقارنة أربعين الإمام الحسين عليه السلام بأربعين الميت فهو قياس مع الفارق.
فلا يعني إقامة مجلس الأربعين للميت يعني أنه مساوٍ للإمام الحسين عليه السلام. فأربعين الإمام الحسين عليه السلام شعيرة يؤديها كل محبي أهل البيت عليهم السلام في كل العالم وأربعين الميت تقتصر على أهله وقريته، وأربعين الإمام الحسين عليه السلام تقام سنويا لأنها شعيرة من شعائر أهل البيت ع بينما أربعين الميت تقام بعد وفاته بأربعين يوما فقط ولا تقام له سنويا.
فأربعين الإمام الحسين عليه السلام شعيرة فيها طقوس خاصة أهمها استحباب زيارة قبره من قريب أو بعيد أما الميت فقط قراءة على أهل البيت عليهم السلام ويهدى ثوابه للميت وقد تذكر بعض سيرة الميت إذا كان من الشخصيات المهمة أو التي لها حضور في المجتمع ويدخل ذلك في باب (( اذكروا محاسن أمواتكم)). ناهيك عن بقية الأمور المتعلقة بأربعين الإمام الحسين عليه السلام.
فإقامة مجلس الأربعين للميت ليس بدعة، ولا يتعارض مع محذور شرعي، بل هو من باب الاستحبابات العامة، ويتفق مع أمور شرعية كثيرة منها مثلا استحباب رش قبر الميت بالماء لمدة أربعين يوما كما في بعض الروايات، وغيرها كثير من خصوصية الأربعين في بعض الأعمال المستحبة.
فمع احترامنا للعلماء الأفاضل الذين قالوا بأنه لا يصح إقامة مجلس للأربعين للميت، لا نرى ذلك ينسجم مع الاستحباب العام، ولا هناك فتوى من أحد المراجع تؤيد ما ذهبوا إليه.
وأن إقامة مجلس الأربعين للميت، لا مانع منه، وهو من باب الاستحباب العام.
ورحم الله موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات، بالمغفرة والرضوان.

حسن كاظم

شارك برأيك: