في قرية “النويدرات” ولد منصور سرحان فى عام 1945, فوالده محمد بن سرحان كان من وجهاء القرية, عمل بالغوص ثم التحق بشركة نفط البحرين “بابكو” فى نهاية الثلاثينات من القرن المنصرم, وفى سنوات الاربعينات امتهن التجارة, وكان مجلسه محط رجال العلماء والفقهاء من داخل البحرين وخارجها, يوصف سرحان قرية “النويدرات” التى ترعرع فيها فيقول:كانت القرية فى الاربعينات والخمسينات مزدهرة ببساتين النخيل التى تحيط بها من الجهتين الشمالية والغربية, كما عرفت بوفرة مياهها المتدفقة من العيون الطبيعية المتوفرة بالقرية والتى تسقي بساتين النخيل.
كانت تلك العيون المتنفس الوحيد لأهالي القرية للاستحمام فيها في فصول الصيف الحارة وممارسة الاطفال والشباب بعض الالعاب المسلية, وقد اشتهرت هذه القرية بالعديد من المهن والحرف والصناعات نظرا لتوفر جميع مقومات هذه الحرف والمهن, ومن بين أشهر هذه المهن والحرف التي تم ممارستها هي صناعة المديد ونظرا لتوافر العيون والمسطحات المائية في هذه القرية كانت الزراعة أحد المقومات والمصدر الأساسي للعيش في هذه القرية, فاشتهرت بالنخيل والزراعات المختلفة, ومن أشهر العيون القديمة عين ام الشويلي والعين العودة.
وعمل أهل هذه القرية أيضا على تربية المواشي والحيوانات الأخرى, وكانت الحيوانات الوسيلة القديمة المستخدمة في التنقلات من مكان إلى آخر, أما عن بيوت هذه القرية في القدم فكانت تبنى من سعف النخيل والجندل إلى أن تم إدخال الطين والحجارة في بناء البيوت.
قرب القرية من “بابكو” ساهم في زيادة الوعي لدى الاهالي والذين عمل جميعهم فى الشركة, وكثيرا منهم اتقن اللغة الانجليزية بشكل مبكر, اضافة الي ان الكثير منهم ابتعث الى لندن لاكمال دراستهم هناك, كما ساهمت قرب القرية من “مخيم الهنود” وكانت سكنا للهنود الذين يعملون فى الشركة والذي يقع عند بوابة الرفاع, ويشغل محله اليوم جزء من القيادة العامة لقوة دفاع البحرين والمقابلة مباشرة للرفاع الشرقي, وكان يقصد اولاد القرية هذا المكان عبر الدراجات الهوائية ويستفيدون من المميزات التى يحويه وذلك لان اولياء امورهم يعملون فى شركة “بابكو”, “ومخيم الهنود” يحوي العديد من الانشطة الترفيهية ومنه بركة سباحة وتنس الطاولة كما تعرفنا على التلفزيون ودخلنا السينما, وهي امور لم يعرفها بقية مناطق البحرين آنذاك, ولعبنا السنوكر والبولنج فى مطلع الخمسينات وقبل معظم اهالي البحرين, وكان هذا المخيم السبب في تميز قرية النويدرات عن غيرها.
«الدقاقة” يهاجمون القرية
لعب مجلس الحاج محمد بن سرحان طوال حياته حتى وفاته فى عام 1956 دورا بارزا ومهما فى حياة اهل القرية, وقدر لي ان اتعرف على بعض المشاهد والادوار التي لعبها مجلس والدي ابان السنوات الخمس الاولى من عقد خمسينات القرن الماضي حين كنت اعيش مرحلة الطفولة, وبقيت بعض تلك المشاهد عالقة في ذهني لانها مشاهد تتكرر في معظمها.
كان مجلس الوالد بمثابة النادي والمدرسة والملتقى, ففيه يجتمع الاهالي باستمرار حيث يفتح المجلس ابوابه في الصباح ويستمر حتى ساعات متأخرة من الليل وهذا بالذات ميزة عن بقية المجالس القليلة الاخرى في القرية, بخاصة وانه المجلس الوحيد الذي تتخذ فيه القرارات الخاصة بالقرية.
من جملة الذكريات التى ما زالت عالقة فى الذاكرة, هو مهاجمة اللصوص “الدقاقة” بساتين ونخيل قرية “النويدرات” اثناء جني الثمار في فصل الصيف – بداية جني الرطب من النخيل – كما يهاجمون احيانا منازل القرية في الشتاء, حينها كان يجتمع اهالي القرية في مجلس محمد بن سرحان, ويحددون اياما يطلقون عليها “ايام النطارة” للسهر ليلا حاملين بنادقهم, ويعج المجلس في الليل بالرجال المسلحين, حيث يقوم البعض بتعبئة بنادقهم بالرصاص لرمي “الدقاقة” المهاجمين للقرية, كانوا يتناوبون ليلا وفق مناطق محدودة من بساتين النخيل المنتشرة في غرب القرية.
وكان مجلس محمد بن سرحان مصدرا رئيسيا لمعرفة الاخبار, فعندما توفي الملك جورج والد الملكة اليزابيث في عام 1953 كان حديث عمال بابكو الذين تجمعوا في المجلس يدور حول وفاة الملك جورج, كما اذكر ذلك جيدا.
وفي عام 1956 عندما حدث العدوان الثلاثي على مصر, كان الحديث يدور حول الاعتداء الغاشم, والانتصارات التى سطرها الشعب المصري بصموده ضد العدوان, وكم حزن الجميع عندما علموا بالتدمير الذي طال مدينة بورسعيد. كان الوالد رحمه الله حريصا على تربية ابنائه التربية الاسلامية الصالحة, وكان يشدد على اداء الصلاة, كما كان حريصا على تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا, وكان لذلك اثره الكبير على حياتي وحياة اخي “مكي” رحمه الله وكذلك اخي الحاج علي والحاج عبدالنبي رحمه الله, وكان اخي الحاج علي كثير التردد على المنامة ويرتبط بصداقات قوية مع مجموعة من ابناء المنامة نظرا لعمله فى شركة “بابكو” وكم كنا نشعر بالفرحة عندما يقرر اخذنا الى المنامة العاصمة والمحرق, واذكر ان فى احدى المرات اصطحبنا الى المحرق لاول مرة, كان ذلك فى عام 1955 حيث شاهدنا عن قرب مبنى مطار البحرين المكون حين ذاك من غرفتين او اكثر بقليل, وكان الفاصل بين المدرج حيث تربض الطائرات وواجهته الامامية سور بسيط بارتفاع ثلاثة اقدام.
اما اخي المرحوم الحاج عبدالنبي فقد كان مغرما بمشاهدة الافلام العربية والاجنبية, وقد اصطحبنا مرارا لمشاهدة بعض الافلام الاجنبية بسينما عوالي وسينما الرفاع باعتباره موظفا فى “بابكو” وذلك فى سنوات الخمسينات, كما اصطحبنا لمشاهدة الافلام العربية ومنها “عنتر وعبلة”, الفارس الاسود”, “اسلاماه” وغيرها من الافلام العربية التى كانت تعرضها دور السينما فى المنامة واهمها سينما “الاهلي”, “الوطني”, “ اوال”,”البحرين” وسينما اللؤلؤ التى تميزت بعرض افلام “طرزان” , وكانت معظم السينمات تقدم آنذك وقبل عرض الفيلم, اخبارا عالمية وعربية, وقد شاهدت اخبار الثورة المصرية ولقطات لقائد ثورتها الرئيس جمال عبدالناصر مما جعلني اتأثر بتلك الاخبار وبالمد القومي.
من “المطوع” الى المدرسة
قبل ان ابلغ التاسعة من عمري, اصطحبني والدي الى “المطوع” كعادة اطفال البحرين والذين كان لزوما عليهم ختم القرأن قبل الدخول للمدرسة, تعلمت القرآن على يد ابن عمي المشهور فى القرية جعفر بن حسن بن سرحان, وتعلمنا عند “المطوع” الحروف الابجدية وكنا نستخدم “الخوص” بديلا للقلم اما الحبر فكان من الطين المخلوط بالماء, اما وسائل العقاب فكانت صارمة والصغير الذي يعرف بأنه مشاغب او بليد, يتلقى حزمة من الضرب بـ “الخيزرانة” على يده وجسمه المتعري الا من ثوبه الخفيف دون رحمة ولا يجرؤ على الشكوى لأهله, فالضرب عند الاهالى مصدر سعادة لانها يعني ان ابنهم فى طريقه للتعلم وحفظ القرآن.
بعد ختمي القرآن فى المطوع والذي استمر ستة شهور, وبعد ان بلغت التاسعة من العمر التحقت بمدرسة المعامير الابتدائية فى عام 1954 وهي المدرسة التى بنتها “بابكو” حيث سجلت في الصف الثاني “تحضيري” لكوني من حفظة القرآن, وكان الاستاذ اسماعيل العريض اول مدير لمدرسة المعامير, وبعد ثلاث سنوات خلفه الاستاذ محمود العلوي, اما جملة المدرسين فكان منهم الاستاذ عباس حسن, الاستاذ حسين غلوم شرفي ومدرس الرسم الاستاذ عبدالعزيز زباري, ومن فلسطين الاستاذ شحادة الخطيب, عثمان عمر صالح والاستاذ احمد رباح.
ونظرا لكوني من الطلبة المتفوقين, فقد اختارتني ادارة المدرسة لأكون المسئول عن مكتبة المدرسة حينذاك, وهي عبارة عن خزانة خشبية مغلقة الابواب اقوم بفتحها اثناء الفسحة لأعير الكتب للتلاميذ, واشتركت المدرسة في مجلة “سندباد” وكانت تلك فرصتي السانحة لاكون اول طالب يطلع على المجلة, كما كافأني الأستاذ المسئول عن المكتبة بأن سمح لي بأخذ الهداية التي تقدمها المجلة مع كل عدد وهي ما زالت عالقة فى ذهني مثل «السد العالي» حيث تتكون الهداية من عدة اجزاء من الورق المقوى اقوم بتركيبها ليبرز السد العالي او صورة الفلاح المصري او الهنود الحمر بلباسهم المميز.
كنت استذكر دروس المدرسة بالنهار بين احضان البساتين ووسط النخيل, اما فى المساء فكنت استخدم ضوء «الفنر» ورغم ان اضاءته بسيطة لكن كانت توفي بالغرض, وذلك لأن قرية النويدرات لم تعرف الكهرباء الا فى اوائل الستينات, وفي عام 1958- 1959 قدمت امتحان الشهادة الابتدائية من جملة 600 طالب ابتدائي فى البحرين قدموا الامتحان فى مدرسة القضيبية الابتدائية, حيث تم نقلنا عبر الباصات من القرى الى المنامة لاداء الامتحان, وقد اجتزت الامتحان بنجاح وكان ترتيبي التاسع عشر على جميع مدارس البحرين, وقد لاقى ذلك الترحيب والسعادة وسط اهالى القرية لكوني الوحيد من طلبة القرية الذي حقق هذا الانجاز.
بعد ذلك التحقت بالمدرسة الثانوية بالمنامة, وكانت تلك احدى المحطات المهمة في حياتي, فأنا ابن قرية كانت في تلك الفترة كغيرها من القرى الصغيرة النائية لم تعرف الكهرباء ولم تزود منازلها بالماء, وكانت شوارعها ضيقة وغير معبدة ومنازلها متلاصقة, ووجود سيارة صغيرة تعبر طرقها امر نادر جدا حيث يتم الجري وراءها من قبل اطفال القرية, كما ان زيارة العاصمة المنامة آنذاك يعتبر حلما لجميع اطفال القرية, تبهرهم الحياة في المدينة المتمثلة في وجود السيارات والبنايات المكونة من طابقين في الاغلب, علاوة على المتاجر والمطاعم وجميعها غريبة على نمطية الحياة التي يعيشها اهل القرية, لذلك فان كوني طالبا فى مدرسة المنامة والتى تقع فى العاصمة يعد حدثا مهما وتحولا كبيرا في حياتي.
«النويدرات» تعرف الكهرباء
بدأت الايام الاولى من العام الدراسي باصرار على اثبات وجودي بين طلاب الصف الذي كان معظمهم من المنامة والمحرق والرفاع والحد اضافة الى مجموعة قليلة من القرى, والسبب فى ذلك الاصرار لأكون من الاوائل على الطلاب الذين يبتعثون للدراسة فى الجامعة الامريكية ببيروت على حساب الدولة, وكنت احلم بدراسة الطب, لذلك سعيت لتحقيق ذلك, وكان لي ما اردت حيث تخرجت فى عام 1963 من قسم المعلمين “علمي” بتفوق وكان ترتيبي الاول على الفصل, ولكن حلمي لم يتحقق فقد الغيت البعثة في سنة تخرجي مما جعلني التحق بالتدريس.
فى نفس عام التخرج, كانت قرية “النويدرات” مع حدث غير مجرى الحياة فى هذه القرية الصغيرة, ففى احدى ايام تلك السنة تخلص اهالي القرية من “الفنرات” والشموع بعد دخلت الكهرباء الى القرى, اذكر انني فى هذا اليوم غادرت مع مجموعة من شباب القرية الى المنامة ساعة الظهيرة وفى المساء عدنا الى مصاف القرية وقد شاهدناه من بعيد وهي تصبو على انوار تزينها وتتلألأ من بين البيوت, لقد تغيرت ملامح القرية وباتت اجمل مما كانت, وكان هذا اليوم حدثا, استشعر به جميع اهالي القرية وسعدوا به.
اول راتب تقاضيته بلغ 450 روبية
عملت مدرس انجليزي فى مدرسة المعامير الابتدائية وتقاضيت راتبا بلغ الـ 450 روبية, وذلك فى عام 1963 واستمريت فى هذا المدرسة ثلاث سنوات, ثم نقلت الى مدرسة سترة الاعدادية بزيادة فى الراتب بلغت الدينارين والنصف “طبعا حينها كانت تعتبر زيادة جيدة”, وتعتبر فترة تدريسي بمدرسة سترة من الفترات المهمة في تاريخ حياتي من الناحية الاكاديمية, حيث عقدت العزم مع مجموعة من اصدقائي فى “النويدرات” لتكملة الدراسة الجامعية عبر الانتساب لجامعة بيروت العربية وذلك في عام 1969 وهم اخي المرحوم الدكتور مكي والذي اصبح فيما بعد ملحقا ثقافيا في لبنان ثم الهند, والاستاذ علي سرحان رحمه الله الذي اصبح فيما بعد ملحقا ثقافيا في الكويت ثم العراق وبعد ذلك مصر, والدكتور عبدعلي محمد حسن الذي انضم الى هيئة التدريس بجامعة البحرين واصبح بعد ذلك عميدا لكلية البحث العلمي, ثم عضوا بمجلس النواب, وتخرجنا جميعا في عام 1972 وكنا من اوائل المنتسبين للدراسة في الجامعة.
بعد حصولي على شهادة البكالوريوس نقلت مباشرة للتدريس بمدرسة مدينة عيسي الثانوية للبنين براتب بلغ 850 روبية, وكنت مدرسا لمادة الانجليزي لطلبة الصف الثاني ثانوي, وقد تحملت مسئولية مكتبة قسم اللغة الانجليزية انذاك, وهي عبارة عن خزانة كبيرة تضم العشرات من القصص الانجليزية المبسطة, وذلك ساعدني على قراءة قصصا مختلفة للأدباء الانجليز مثل تشارليز ديكنز, جنثان سوفت, مارك توين وبعض الشعراء الانجليز مثل فتز جيرالد, برسي شيلي والعديد من المسرحيات التي كتبها وليم شكسبير.
عام 1973 شهد تغير لمجرى حياتي, كنت حينها ما زلت مدرسا فى مدرسة مدينة عيسي, حين جاء من يستدعيني لمكتب مدير المدرسة المرحوم مصطفى جعفر, والذي عرض علي وظيفة امين لمكتبة المنامة العامة حيث كانت هذه الوظيفة شاغرة, وكان من شروطها ان يكون المتقدم يحمل شهادة جامعية ويتقن الانجليزية ولديه حصيلة ثقافية, ولا ادري هل المسئولون هم الذين اختاروني ام ان الوظيفة هى التى اختارتني, لقد كانت شروط ومقايس الوظيفة جميعها لا تنطبق الا على شخص واحد وهو منصور سرحان.
في اليوم الثاني ذهبت لمقابلة الاستاذ محمد حسن صنقور مراقب المكتبات العامة حينذاك, وبعد المقابلة قال لى “انت الشخص المطلوب” مما جعلني افرح كثيرا, وفي مايو من العام صدر قرار من سعادة الشيخ عبدالعزيز بن محمد ال خليفة وزير التربية والتعليم بنقلي للعمل في المكتبة العامة, بزيادة فى الراتب بلغت 250 روبية.
بعد نقلي تم ابتعاثي في دورة مركزة بمكتبة “يافت” بالجامعة الامريكية ببيروت لمدة شهرين, الا انني طالبت بالحصول على بعثة دراسية لنيل درجة ليسانس في علم المكتبات وقد توفقت في ذلك وتم ابتعاثي لجامعة بومبي بالهند, عينت بعدها رئيسا للمكتبات العامة, الا انني اخذت اطالب بالحصول علي دراسة عليا في علم المكتبات, فكان لي ما اردت حيث تم ابتعاثي الى كلية “ليدز” للتكنولوجيا ببريطانيا وحصلت على دراسة الماجستير في علم المكتبات عام 1985.
اعارة الكتب على نزلاء السجون
ترجع الفكرة الى اوائل الثمانينات بعد زيارة لمجموعة من المكتبات فى اوروبا وبخاصة بريطانيا والسويد والدنمارك, حيث لا حظت خدمة تقدمها المكتبة المركزية فى كوبنهاجن وهي عبارة عن اعارة الكتب الى نزلاء السجون, وقد اعجبت بالفكرة, وحين عودتي تحدثت مع الاستاذ محمد حسن صنقور, فوجدته متحمسا لتنفيذ الخدمة, الا اننا كنا نظن موافقة ان وزارة الداخلية على الامر ستشكل عقبة, رغم ذلك لم ايأس ورفعت كتابا الى المسئولين بالعلاقات العامة بوزارة الداخلية والتى اعجبتهم الفكرة وطلبوا تنفيذها لتكون البحرين اول دولة عربية تقدم مثل هذه الخدمة لنزلاء السجون.
وقد اثمر هذا الانجاز, وكان من جملة الثمرات التى ساهم به المشروع, هو تأليف ثلاثة من نزلاء السجن لثلاثة كتب, كان من بينهم مجيد مرهون والذي الف كتابا عن الموسيقى.
الأيام العدد 7998 الجمعة 4 مارس 2011 الموافق 29 ربيع الأول 1432هـ