أحدث المواضيع

طاعة الوالدين بقلم الشيخ علي مدن

 

الشيخ علي مدن
الشيخ علي مدن

قال تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ( سورة الإسراء – – آية ٢٣)

القضاء هنا قيل أنه بمعنى ( حكم ربك) وقيل بمعنى ( أمر ربك) وقيل بمعنى (وصى ربك او أوصى ربك).

وكل هذه المعاني تحمل دعوة وأمر وحكم ووصية من الله عز وجل بعد الاخلاص له في عبادته بالاحسان للوالدين وعدم جرح أو خدش مشاعرهم ولو بكلمة واحدة حتى ولو كانت تلك الكلمة بمستوى اف، واذا كبر الوالدان في السن وجب على الابناء مضاعفة العمل اتجاه الوالدين بكل ما يملكون من قدرة تصب في مصلحتهما.

وعندما نبحر في سيرة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) نجد ان رجلا سأل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما حق الوالد على ولده؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ” لا يسميه بإسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له.

أي لا يسب الناس فيسبوا والديه أو يعمل عملا يسب الناس والديه بسببه.

فهذه بعض الاداب التي علينا فعلها اتجاه الاب والام كما يجب علينا الجلوس معهم وخدمتهم والتواضع والتذلل لهم وزيارتهم سواء كانا حييين او ميتين.

كيف لا وأنت تعرف بأن الظالم لأبويه لا يقبل الله صلاته، فقد ورد عن امامنا الصادق عليه السلام أنه ” من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة.

فعلينا أن نكون حذرين من عاقبة الظلم والتقصير اتجاه الوالدين.

ومن نعمة الله علينا ان جعل الوالدين محلا للرحمة ومحلا لقبول التوبة فقد جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله ما من عمل قبيح الا قد عملته فهل لي من توبة؟ فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) ” فهل لك من والديك أحد حيٌ؟  قال الرجل : أبي. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : فاذهب فبّره… فلما ولىّ الرجل قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)” لو كانت امه”.

لا فرق بين الام والاب فكلاهما رحمة وكلاهما محل لقبول التوبة والتقرب الى الله تعالى.

شارك برأيك: