فَلْنُحَلِّقْ بقلم الأستاذ ميثم عبد الله الشايب

الأستاذ ميثم عبد الله الشايب
الأستاذ ميثم عبد الله الشايب

فَلْنُحَلِّقْ

لعلها أحبّ ساعة لقلب الإمام الخميني (قدس) أثناء يومه ، تلك التي يقضيها بلا فعل سوى الجلوس في باحة منزله المتواضع ، متفكراً في آيات الله ، محذرا أفراد أسرته و من معه من أن يقاطعوا حالته هذه لأي سبب !

اليوم سأحاول تقليده ، لا التقليد الفقهي – المتعارف- بل سأقلده في هذه الحالة من التدبر و التفكر في ألاء الله ، و سأطلق العنان لهذه النفس لتحلّق في فضاء المُلك ، و ربما الملكوت ! علّها أن تسلك في هذا الطريق لتحصيل المعرفة و البصيرة بخالقها الحكيم و موجدها القيوم العليم .

فكل ما في الوجود – سوى واجب الوجود- شواهد عدل و بينات صدق على وحدانيته و حكمته و كبريائه و عظمته ، و لاريب أن لكل ذرة من ذرات الخلق عجائب حكمة و غرائب قدرة يُبهر بها كل ذي لبٍ و عقل .

غير أني أُنبه نفسي قبل الانطلاق و التحليق إلى أني سوف أحلق في جزءٍ من عالمٍ هو الأدنى – الجزء هو الأرض ، و العالم هو العالم المادي – من بين عوالم أشرف و أرقى ، بل لا قيمة لهذا العالم أمام تلكم العوالم المتعالية ( المثال ، العقل ، التوحيد) ، و أن لا قيمة و لاقدر لما على ظهر الأرض من حيوانات و نبات و جماد بالنظر إلى نفسها ، و لذا يفسد من أدنى تغيير لها جل ما عليها !

و لكل جنس على هذه الأرض أقسام و أصناف غير متناهية ، و أن مسار التفكر بأسرها مُحال ، و لذا فالبارعين من الحكماء و العلماء و العرفاء بذلوا غاية وسعهم في السير في مسارات التفكر ، و خاضوا في غمرات بحار التدبر ، و غاصوا في تيارات لجج الأنظار ، و مع ذلك لم يعودوا بالنظر إلى ما هو الواقع إلا صفر اليدين ، و رجعوا أخر الأمر بخفي حنين بالرغم من كثرة الكتب التي كتبوها و الأساطير التي سطروها !!

الآن ، و ربما بعد هذه المقدمة ، ربما – قد – أبدأُ التحليق !!

شارك برأيك: