لماذا أستعمل القران الكريم أسلوب القصة في أيصال المضامين  ؟، بقلم عيسى البربوري

سؤال  : لماذا أستعمل القران الكريم أسلوب القصة في أيصال المضامين  ؟

الله تبارك وتعالى لما خلق الانسان خلق فيه عدة قوى ومن أعظم هذه القوى عند الانسان وأكبرها هي قوة التصور والخيال ، لذلك كل أنسان قادر على أن يتصور أي شيء يسمعه أو يقرأه بعض الاحيان ليس له وجود أساسا أو لربما لم يراه على الاطلاق لكنه لديه القدرة على تصور هذا الشيء وتخيله  . من منا رأى الملائكة  ؟ نحن لم نرى الملائكة على الاطلاق ولكن من خلال القران الكريم و الروايات والاحاديث وما وصلنا عن أهل البيت ( عليهم السلام ) أن الملائكة لها أجنحة .. أن الملائكة أجسام نورانية .. كقوله تعالى ( … جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء … ) (سورة فاطر – آية 1)  فيمكن للانسان ان يوجد صورة في الخارج الى هذا المخلوقات النورانية التي لم نراها . وبما ان الله تبارك وتعالى يعلم بأن أكبر قوة عند الانسان هي قوة الخيال والتصور ، أوجد لها أسلوب يحاكي هذه القوى عند الانسان وهو اسلوب القصة . والقصة تحاكي جميع الاعمار لماذا ؟ لان هذه القوى لايمكن ان تضعف حتى عند الشيخ الكبير اذا قرات عليه أمرا يمكن ان يتصوره بغض النظر عن قوة الذاكرة يتذكر او لا يتذكر لكن لديه القدرة على التصور .

القصة في القران الكريم بعتبارها أسلوب تصويري ، أسلوب تخيلي . أستعمله الله تبارك وتعالى لكي يجعل الانسان يستثمر هذه القوى ويصل الى مضامين القصص القراني سواء كانت مضامين اخلاقية او اجتماعية او مطالب علمية وعقائدية . ولذلك تم تقسيم القصة في القران الكريم الى عدة انواع . لا شك، أن القصص القرآني ليس القصد منه سرد أخبار من مضى وما انقضى، بل القصد الأساس منه تحقيق فوائد محددة، وأهداف مبتغاة (  قال تبارك وتعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ  … ) (سورة يوسف – آية 111) .

شارك برأيك: