أدوات تحصيل المعرفة بقلم الشيخ علي مدن

أدوات تحصيل المعرفة

طرق تحصيل المعرفة في الاسلام :-

توجد ثلاث طرق أو أدوات للوصول الى الحقائق الدينية :

١- الحس  ( السمع،البصر، الشم، اللمس، التذوق) – الحواس الخمس.

• ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾)(سورة العنكبوت – سورة 29 – آية 20)
• ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴿20﴾ وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴿23﴾ ) (سورة الذاريات – سورة 51 – آية  20-21-22-23)

٢-العقل : الاداة المفكرة والمتدبرة في خلق الله.

وعندما نتأمل القران الكريم نجد الايات تخاطب العقول في التدبر في آيات الله تعالى…

• (… وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿164﴾) ﴿ سورة البقرة – سورة 2 – آية 164 ﴾
• (…. أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿170﴾) ﴿ سورة البقرة – سورة 2 – آية 170 ﴾
• (…. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿171﴾) ﴿ سورة البقرة – سورة 2 – آية 171 ﴾
• (…. اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴿58﴾) ﴿ سورة المائدة – سورة 5 – آية 58 ﴾

٣- الوحي

• كل واحد من هذه الحواس لها مجالها المختص بها.
• وقد اتاح الله للمعظم البشر الطريق الاول والثاني ( الحس والعقل) وخص الطريق الثالث (الوحي) بالأنبياء والرسل.

سؤال :

هل يمكن للحواس والعقل أدارك الحقائق ومعرفة ما وراء الحس وما قصر عنه العقل؟

الجواب :

المعرفة الحسية والعقلية ليس معرفة شمولية في جميع ابواب المعرفة الدينية بل محدودة بما تناله الحواس وما هو داخل في النتائج العقلية فقط.

• الحواس يمكن ان تدرك هذا حار او بارد باللمس، ويمكن لها أن تدرك هذا حلو أو مر بالتذوق وتدرك وجود الاشياء بالبصر ووجود المسموعات بالسمع ولكنها لا تدرك واحد زائد واحد يساوي ثنين لان هذا ليس من مجالها الخاص بها..

والعقل يدرك هذا أكبر وهذا اصغر وهذا المجموع الحسابي صحيح او غير صحيح ويدرك الظلم قبيح والعدل جميل ولكنه يعجز عن فهم امورك كثيرة.. لماذا صلاة الصبح ركعتين ولماذا الصلوات خمس ولماذا ولماذا…؟

• عن أبي جعفر(عليه السلام ) قال:لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي، مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَ لَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ، أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى، وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ.
• عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال:قُلْتُ لَهُ مَا الْعَقْلُ، قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَ اكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ، قَالَ قُلْتُ: فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ تِلْكَ النَّكْرَاءُ تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ، وَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَيْسَتْ بِالْعَقْلِ.

صحيح العقل يسلم بعد ذلك، ولكن لا على نحو النتيجة التي توصل اليها العقل وانما هذا حاصل بعد ثبوت الوجود والموجد للوجود واحقيته للعبادة والتسليم بما كلف الله به العباد.

ملاحظات :-

• الحواس الخمس لا يستفاد منها الا في مجال محدود وهو المحسوسات.
•  العقل لا يستفاد منه الا في مجال محدود يملك العقل مبادئه.
• الوحي مجاله أوسع واكثر شموليةسؤال :

هل اشار القرآن الى هذه الطرق أم لا؟

الجواب :

• بالنسبة للحس والعقل :

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿78﴾)   (سورة النحل – سورة 16 – آية 78)

• ما معنى الشكر هنا؟

معنى الشكر صرف كل نعمة في موضعها المناسب.

• وبالنسبة للوحي :

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿43﴾ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿44﴾)   (سورة النحل – سورة 16 – آية 44)

• يمكن تقسيم الوحي النبوي إلى قسمين رئيسين:

الوحي المباشر: وهو أصعب أنواع الوحي، وفيه يتّصل النبي بكلّ وجوده بالله تعالى من دون توسّط أيّ واسطة. ويحصل ذلك عندما تتهيّأ نفس النبي, ويصبح لديه القابلية لهذا الاتّصال المباشر. وقد ورد في الأحاديث المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) توصيف لثقل هذا الوحي، ومن هذه الأحاديث :

ما روي أنّ الحرث بن هشام سأل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): كيف كان ينزل عليك الوحي؟ قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): “أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس, وهو أشدّ علي، فيفصم عنّي, وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثّل المَلَكُ رجلاً، فيكلّمني, فأعي ما يقول”.

ما رواه زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) , من أنّه سأله عن الغشية التي تصيب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا نزل عليه الوحي؟ فقال (عليه السلام): “ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد؛ ذلك إذا تجلى الله له”.

• الوحي غير المباشر:

• فيه يتلقّى النبي الوحي عبر واسطة تكون صلة وصل بينه وبين الله تعالى، كما في الوحي النازل بواسطة المنام والرؤيا.

•  الرؤيا:

قوله تعالى – حكاية عن لسان نبيّه إبراهيم (عليه السلام) -: ﴿… يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ   …﴾ (سورة الصافات – سورة 37 – آية 102)

• الكلام المباشر:

• تكليم الله تعالى لنبيّه موسى (عليه السلام): ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴿52﴾﴾ (سورة مريم – سورة 19 – آية 52)
• نزول جبريل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم

الوحي النازل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بواسطة جبرائيل: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿192﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿193﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿194﴾) (سورة الشعراء – سورة 26 – آية 194-193-192  )

• النتيجة التي يجب ان نتعلمها في هذا الدرس :

• ان المدركات الحسية تشكل الارضية والواسطة الى ادارك العقل بأن هناك موجد من وراء الحس.
• ان العقل والحس من دون الوحي لا يمكن لهما ادراك الحقائق الدينية.
• الحس والعقل والوحي طرق المعرفة لدين الله تعالى.
• الوحي النازل على الانبياء متنوع وهو احد الطرق الموصلة الى الله.