الحوراء زينب شريكة الأمامة … بقلم عيسى عبدالله البربوري

الحوراء زينب شريكة الأمامة

كلنا يعرف أن الحوراء زينب (عليها السلام ). هي أبنة أمير المؤمنين  وأبنة الزهراء وأخت الحسنين والعباس (عليهم السلام ) وأنها شريكة الحسين (عليه السلام). في يوم عاشوراء ، لكن ما الذي لا نعرفه عن الحوراء زينب (عليها السلام ) ؟ ما لا نعرفه عن الحوراء زينب هو أكثر مما نتصور لدرجة أنه يمكننا أن نقول أن لا أحد فينا يعرف ولو 1% من شخصية الحوراء زينب (عليها السلام ) .   سأعطيك النتيجة ثم أبدأ في بعد وأحد من الأبعاد الدقيقة في شخصية الحوراء زينب ( عليها السلام )  :- النتيجة التي نريد أن نصل اليها أن زينب (عليها السلام ). هي شريكة الأمامة ، كيف هي شريكة الأمامة ؟ أو ما معنى شريكة الأمامة ؟ ليس  معنى أنها  شريكة في مشروع الامام الحسين ( عليه السلام ) لا . شريكة في الأمامة ليس في مشروع الذي في يوم كربلاء هو أمر من الأمام علي (عليه السلام ) بل كانت تتحرك من منطلق رتبة ومنصب ألهي رباني  . كيف يمكننا على أن نستدل على ذلك ؟ دعنا نقرأ فصل من فصول كربلاء لنتعرف على اللياقة الروحية الموجودة عند هذه المراءة .

المؤرخون وأرباب السير والمقاتل يقولون : أن الحوراء زينب ( عليها السلام ) لما وصلت الى المصرع الطاهر وضعت يديها تحت جسد أبي عبدالله الحسين (عليه السلام ). ثم رفعته حتى صار نحره في صدرها ورفعت بصرها الى السماء وقالت : (( اللهم تقبل منا هذا القربان )) هنا نكته لطيفة جدا  ،،،، هذه الحالة التي وقفت بها زينب لم يقف فيها مخلوق قط . لا رسول الله ولا نبي ولا وصي ولا ملك  ، تعال نتأمل هذا الموقف دائما في الدعاء نلحظ ثلاثة ابعاد : الداعي والمدعو وحالة الدعاء ، لكن حينما نقرأ (( اللهم تقبل منا هذا القربان )) الداعي من ؟ زينب ( عليها السلام ) والمدعو الله جلا وعلا . تعال نقرأ حالة الحوراء زينب أثناء الدعاء ، ثكل .. وفقد .. ومصائب .. وفجائع .. ومع ذلك عندها بين يديها أكبر مصيبة على وجه الوجود . ولهذا يقول الأمام الصادق (عليه السلام ) (( أشهد أن دمك سكن الخلد وأقشعرت له أظلت العرش )) يعني المصيبة التي كانت  الحوراء زينب تدعو الله تعالى من خلالها هي أعظم مصيبة في تاريخ البشرية لم تأتي ولن تأتي مثلها يعني خلاصة هذا البعد أنها في أعلى .. أعلى .. أعلى درجات التهيؤ للدعاء في تلك اللحظة بغض النظر عن العصمة ، نحن نتكلم عن حالة الداعي والحيثيات التي تحيط بها من خلال المصائب ، كانت ( صلوات الله وسلامه عليها ) تنظر الى الأمام الحسين (عليه السلام ). لا أنه أخي مذبوح ومقتول  لا ، وأنما تنظر الى أن هذا التكليف الذي كلف به الحسين (عليه السلام ). والذي كلفت به الحوراء  زينب  ما هو الا قربان يقدم الى الله جلا وعلا . هذه درجة من الوعي يصعب علينا أستيعابها في لحظة البلاء .. لحظة المصيبة ، لذلك أنها ( صلوات الله عليها ) تملك قدرة المعصومين وأستيعاب المعصومين في مسالة التعامل مع البلاء ، هي لم تكن أمراءة  عادية حتى تظلم زينب وتقابل بعامة النساء ، هي (( عالمة غير معلمة وفهمه غير مفهمة  )) هذه الكلمة قيلت لشخصين فقط : الأولى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام ) ، والثانية هي زينب الحوراء ( صلوات الله وسلامه عليها ) . أذن الحوراء زينب (عليها السلام ). علمها ليس هو من علم المعصومين بل هو علم المعصومين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) .

شارك برأيك: