وقفة مع جائحة كورونا
سلامة المجتمع تتوقف على سلامة الفرد ومتى ما أخل الفرد بسلامته أخل وأضر بسلامة المجتمع.
تارة بعض الأمراض يكون فيها الفرد الشاذ سببا مباشرا في نشر الوباء في مجتمعه وذلك لتجاهله التعليمات الصادرة من الجهات المعينة التي تجهد نفسها لحماية المجتمع من الاخطار.
كما أن عدم اكتراث هذا الشاذ في المجتمع بالنتائج الناتجة من خطر هذا الوباء وتجاهله وعدم تجاوبه معها يعطينا مزيدا من المسئولية اتجاه هذه السلبية التي إن تركت وشأنها أربكت المجتمع وقلبت المعادلة وتمخضت عن خسائر لم تكن في الحسبان.
أنت أيها الشاذ لا تضر نفسك لأنك لا تعيش وحدك، ولا تضر نفسك لأنك ضمن مجتمع فيه الترابط والتركيب القهري كما أن فيه ضرورة التواصل وعندما تعرّض نفسك للوباء فقد عرّضت معك المجتمع بأكمله لهذا الوباء.
ما أجمل قول النبي صل الله عليه وآله وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
ومتى ما تعرض فردٌ من أفراد هذا المجتمع فقد هيئ الاجواء لباقي الأفراد للإصابة بهذا الفايروس، ولهذا ينبغي لنا أن نعي حجم المسئولية ونفعل دورنا في المجتمع ونحمي أنفسنا في المقام الأول حتى نحمي الاخرين ونتبع الإرشادات الصادرة من مؤسسات المجتمع ونأخذ بالتدابير والاحتياطات التي تحفظ وتحد من انتشار هذا الوباء في مجتمعنا العزيز.
الانسان الواعي والمدرك والمحب لمجتمعه يحرس على تجنب كل ما من شأنه أن يفتك بالمجتمع ويضر به، وهذا شأن الذي يريد الخير ويسعى إلى فعله.
أعداد المرضى في ازياد وأعداد الموتى في ارتفاع جراء هذا الوباء الفتاك.. ونحن كأفراد نتحمل جزء من المسئولية أمام الله إذا ما أخذنا بأسباب السلامة وجنبنا أنفسنا والمجتمع أخطار هذه الوباء.
يقول تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” “التحريم – ٦””
الوقاية دائما تكون خير من العلاج الذي لا نضمنه ولا نحسم نتيجته ولا نقف على هويته في المستقبل. فينبغي الحذر من السير اتجاه المخالفة لتعليمات تحفظك وتحفظ مجتمعك وتخليك المسؤولية يوم القيامة.
حفظ الله الجميع وجعلنا مجتمع متماسك ومترابط متفهّم لحجم الاخطار
الناجمة جراء التهاون والتجاهل وعدم المبالاة.