زيـنـب يـمـتـد سـمـت الـذكـريـاتِ
لـصـريـع مـنـه أسـبــاب الــحــيــاةِ
مـشهـدُ الرمل الذي ضمَّ حـسينـا
شـاهـق رغـم انـبـسـاط الـفلـوات
إذ تُـكِـبِّـيــنَ عـلـيـه الجسم رمـيــا
وامـتــدادا لـلـجـسـوم لـلـعـافــراتِ
فـسـمــاء تــربــة الــطــف جــنــانٌ
مـصـرع يــحـويــه شـبـه الـغـرفـاتِ
كــي تـبـثـيـن مـنـاجـاة اشـتـيــاق
أنــتِ عـطــرٌ لــمَّ أشـــلاء الــرفــاةِ
زيـنـب عن كـنـه إحساسك بوحي
كـيـفـه قـرب حـسيـن في المماتِ
هـل تَـحُـسِّـيــنَ بـأصــداء حـديــثٍ
وسـط أشـلاء لـه مــنــتــشــرات؟!
هـل تـريـن الأخ فـي بــهــو حـضـور
إذ تــنــاجـيـن لـه ذات الــصـفــات؟!
أم لأن الـخـيـل داسـت مـنـه صـدرا
لـم يـعـد حـضـنـا لأخـت العـبـراتِ؟!
هل لأنَّ الرأس قد أمسى قـطـيـعـا
ضـاع مـا بـيـنـكـمـا من همـسات؟!
أم تــأجَّـلــتِ الـمـنـاجاة انــتــظـــار
الـرأس يـعـلـو شامخا فوق القناة؟!
هـل نـجـيُّ الـتـرب مــا راق لأخـت
فـلـذا نـاجـتـه في سـاع الـحـداة؟!
بـاعـتــلاء الــنــوق وازتــهــا رمـاحـا
مــن عُـلُــوٍّ كــان شـوق الـنـظـراتِ
زيـنـب شـامـخـة الـعـيـنـيـن نـدبــا
لـم تـعـش أسـفـل ذيـل الـعـثــراتِ
إنْ بـكـتْ يـلـتـقـط الـعـرش بـكـاهـا
قــط لــم يُـشـبـعْ غــرورا لــطــغــاة
دمـعـهـا مـلـك حـسـيـن حصـر بـوح
لـسـوى الـسـبـط أبـتْ نُطقَ شكـاة
لـعـدو شــامـــت تـــقـــريــع زجــــز
وعــيــونٌ فـي الـتـصـدي حــارقــاتِ
آه مـن تــوأمــة الـحـزن انـضـبــاطــا
لـم تـكـن مـلـك الـدمـوع الـقـاهراتِ
إذ جـمـيـع الأهـل والأحبـاب صرعى
ومــن الــمــصــرع تــخـطـو بـثـبــات
آه والـشـامـت يـؤذيـهـا بـضــغـط الـ
جـرح والأعـصـابُ كـالأرض الـمــواتِ
حـيـنـمـا تـخـطـب فـضـحـا واعتدادا
كـلـمــاتٌ لـــم تــكـن كـالـكــلـمـاتِ
هـي ألــطــاف شــعــور مـلـحـمــي
لــم يــكــن قـاس ولا ذي فـــجــواتِ
إنـــه حــزن اتــســاق وانـــعــــتــاق
سـاعـة يُـكـبـتُ رغـم العصف عاتـي
سـاعـة يـطـلـق عـصفـا دون ضـغـط
مـن ظـلــوم فـهــو حـزن الـمـلـكـاتِ
زيـنـب لــم تـطـلــقْ الـدمـع عـنـانــا
دون لــجــم لــلـدمـوع الـهـائــجــاتِ
لــسـوى الـسـبــط وقـد ردت رؤوس
بــارتــــدادات عـلــى كــل الــجـنــاةِ
عـنـدهـا نـادت أخـي دمــعـي فـواتُ
الـجـرم لــكـن عــنـدكـم لا لــلـفـوات
جــئــت أبــكــيــك بـتـنـهـيــدة صــدر
أطـلـقـت حـزنـي عـلـى كـل الـهـداة
أنــت كـل الـفـقـد في أهلـي وخـتـم
لـمـجـاز الـفـقـد أعــلــنــت وفــاتـــي
زفـرة عـنـدك تـكـفـيـنــي لأقـــضـــي
بــعــد أنْ أخــفـيــتُ بـــثَّ الـــزفــراتِ
يـا خـتـام الـولــه الأقـسـى بـعـمــري
ضـمـنّـي عـنـدك فـي الشام شتاتي
فـــإذا كــان شـتـاتــي لــك جــمــعــا
خذ شـتـاتـي آخـرا فـي تـضـحـيـاتِـي