أحدث المواضيع

إنا أنزلناه.. بقلم الاستاذ ميثم الشايب

الأستاذ ميثم عبد الله الشايب

إنا أنزلناه..

 مما يثلج صدورنا بحمد الله أن نرى تنامي حب القراءة في نفوس شبابنا والانفتاح على شتى الأفكار والآراء القديمة والمعاصرة، ونجد بعضهم يسأل ويطلب النصح لعناوين بعض الكتب ساعيا لاستعارتها أو شرائها والانتفاع بها …

أخي القارئ..

إنْ طلبتُ إليكَ أن تقرأ كتاباً رائعا، لكاتبٍ أروع، وفن كتابةٍ هو الأجمل، ويُرجى من قراءته عظيم الفائدة؛ فبلا شكٍ أنك ستبادر لقراءته متلهفاً، وستسعى لمعرفة ما يختزنه من نوادر علمٍ وعصارة فكر متشوقا …

وبعد حين..

إنْ طلبتُ إليك مرةً أخرى أن تقرأ نفس الكتاب، فلا أخالك تقرأه إلا إن كان عظيم احترامٍ قد تجلى منك إليّ، وإن عزّ ذلك!

أما إنْ كررتُ الطلب ثالثةً، فلا ريب عندي بأني سوف أحظى بالتوبيخ اللائق منك، وربما أنال ما لا يُقال!

بلى.. جُل الكتب إن لم يكن كلها لا يُقرأ إلا مرةً واحدةً، وربما تركناها لنرجع إليها إنْ احتجنا.. إلا كتاباً واحدا..

 

كتابٌ تقرأه كل يوم، وربما كل ساعة، لا تسأم من قراءته ولا تمل من تأمل معانيه … كتابٌ كلما ختمته، اشتقت لإعادة قراءته مرةً أخرى … كتابٌ يُفرحك في كل مرة تمر فيه بمعاني الفرح الحقيقي، ويُبكيك في كل مرة تمر فيه بمعاني الحزن الحقيقي، فتعيش فيه ذاتك والعوالم قبلك وبعدك وحولك!

 

كتابٌ جامع لكل العلوم والفنون، دقيقُ الطرح، بليغُ الألفاظ، مُنزهٌ عن الخطأ والشك والاحتمال، كتابٌ مُعلِّمٌ شاملٌ لكل جوانب الحياة وكيف تعيشها مع الإنسان كل الإنسان … كتابٌ هادٍ إلى كل صلاح وإصلاح..

كتابٌ كلما تعمقت وتدبرت معانيه، فُتحت لك أبوابٌ وأبواب من العلم والمعرفة والهداية والدراية والاصطفاء والكمال!

كتابٌ شهد له الكافر قبل المؤمن ” إن لقوله الذي يقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته “

كتابٌ لا يبلى وإن تقادمت الأزمان … فهو يتجدد في كل عام! (إنا أنزلناه في ليلة القدر).. يتنزل هذا الكتاب بحلة جديدة كل عام، بنفس الألفاظ وجديد المعاني التي تدعونا لتأملها وتدبرها والانتشاء بنهلنا من نميرها..

لا أخال إلا أنك عرفت (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، وعرفت الكتاب الذي لا يبلى ولا يقبل أن يُهجر أو أن يُمل منه؟!

 ولا أخالك عرفته؟! ولا وصل عقلك لمفرداته!

ذلك الكتاب آيته الأولى، “إنا أنزلناه في عاشوراء “

ذلك الكتاب هو ” الحسين “

 فهل قرأته وتدبرت معانيه؟!

شارك برأيك: