رحيل معلم الأخلاق عبد النبي هلال
أن ترحل نقيّاً أبيض الكفين في هذا الزمن الصعب أمر صعب، لكنه تحقق برحيل هذا الرجل النقي، المعلم عبد النبي هلال الذي اتصف بصفاء القلب ودماثة الخلق دون تكلف أو تصنع.
لم يكن الراحل من طلاب الوجاهة، لكن الذي لا يعلمه كثيرون أنه من المبادرين لعمل الخير في كل محفل وفِي كل مجالات الخير ، لقد عرفته منذ الثمانينيات حينما كنّا زملاء عمل في مدرسة اليرموك الإبتدائية، فرغم إنه لم يكن يدرس في المسجد إلا إنه كان كثيراً ما يسأل عن أحوال المعلمين ويقول: أنتم تقومون بعمل عظيم بتوفيق من الله لكم.
كان من المساهمين في دعم الجمعية الحسينية ومن المحبين لأنشطتها وهو يتحدث عما يقوم به العاملين فيها بفخر .
عرف بابتسامته النقية الصادقة مع الجميع وحتى في مرضه الأخير لم تفارقه الابتسامة وظل مبتسماً ومرحاً مع الصغير والكبير وكان يبث بابتسامته روح التفاؤل والأمل بكل من يعرف وحتى من هو بعيد عنه.
هذه الأخلاق الرائعة انعكست في أسلوب مع معاملته مع طلابه اللذين درسهم فرغم إنه يدرس مادة علمية إلا إنه رسخ الأخلاق والفضيلة بسلوكه وأخلاقه فكان مثال الحديث “كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم “.
هو واحد من جيل الرواد في مجال التعليم وواحد من الرواد في ترسيخ الفضيلة والأخلاق في قرية النويدرات وهو نموذج للمؤمن العفيف البعيد عن التكلف والمظاهر ، حقاً إنه رجل صادق السريرة.
شخصياً أدين له بالفضل بأنه حبب لي حسن الخلق والاستقامة دون أن يقول كلمة واحدة.
كان المرحوم ابو احمد مثال يحتذى به في الاخلاق والتواضع والبسمة التي لا تكاد تفارق وجهه كما ذكرتها اخي ابو صادق وقد عملت معه عن قرب في مجال التربية الخاصة فكان مخلصا في عمله وزودنا بكثير من خبراته القيمة