مناجاة مع الموت بقلم الدكتور جعفر الهدي

مناجاة مع الموت 

في رثاء  “أبو أحمد” عبد النبي هلال

يَـا مَـوتُ مَـا لـكَ تَـخْطِفُ الأَخْـيارَا
وكـــأنَّــمــا تَــخْــتَـارُهُـمْ أَقْـــمَـــارَا


تَـمْشِيْ لِـتَرْصِدَ بِـاليَقِيْنِ قُلُوْبَهُمْ
فَــــإِذَا تَــسَـامَـوْا خِـلْـتَـهُمْ أَنْـــوَارَا
فَبَدَأْتَ تَقْطِفَهُمْ وُرُوْدَاً فِي الدُنَىْ
لِــتُـزَيِّـنَ الْأُخْــــرَى بِــهِـمْ أَزْهَـــارَا
تَـخْـتَـارُهُـمْ يَــامَــوتُ مِــنَّــا بَـغْـتَـةً
لِـتُـسِـيـلَ أَدْمُـعَـنَـا بِــهـمْ مِـــدْرَارَا
نَـــدريْ بــأَنّـكَ تَـصْـطَفِيهِمْ دُونَـنَـا
وَالـحَـقُ إنَّــكَ تَـصـطَفيْ الأَخـيَـارَا
هُــــمْ ذاهِــبُــونَ لِــرَاحَــةٍ أَبَــدِيْــةٍ
بِــجِـنـانِ خُــلــدٍ تُــجْـرِيَ الأَنْــهَـارَا
وَنَـظَـلُّ نَـحـنُ فـي الـشَّقاءِ كـأَنَنا
نَـختارُ عَـيشاً يَـصطَفيْ الأَشْـرَارَا
بَــعـضٌ بـأَعـمارِ الــوُرودِ وبَـعـضُهمْ
أَقـــمــارُ تُــــمٍّ طَــلَّـقـوا الأَعْــمَــارَا
هــذا الـصَّـفِيُ أَخـذتَـهُ مِــنْ بَـينِنَا
نَـجـمـاً فَـخـلَّـفَ لَــوْعـةً تَـتَـجَـارَى
الـبَاسمُ الثَّغرُ النَّقيُّ مَضَىْ فَهَلْ
حَـقـاً مَـضـىْ مِــنْ بـيْـنِنا وَتَـوَارَى
إنَّــــيْ أَراهُ يُــطِــلُّ مِـــنْ عَـلْـيـاءِهِ
مُـتَـبَـسِّـمَـاً مِـــمــا رأَى مُــخْــتَـارَا
كَـيْـفَ الـبُّـكاءُ وَرُوحُــهُ فـي رَاحَـةٍ
وَالـقَـلـبُ عِـنـدَ يَـقِـينِهِ قَــدْ صَــارَا

 

 

الدكتور جعفر الهدي
الدكتور جعفر الهدي

 

 

شارك برأيك: