قوس الخذلان للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

عـتبـا عليكم وأنـتـم شـوس فـرسـانِ
تـخـذيلكـم بعضكم إذ نـصـركـم دانـي

أهــل الـعــراق هــل الـتـاريـخ أرمـلـة
تــعــدَّدتْ فـي مـرايـاهــا بـأحـضـان؟!

أم أنَّــهُ كـــعــقـــور لــم تــشــأ ولــدا
فليس تخشى بها يـستفـرد الـزانـي

إذ ليس من عظة في العهر مـستتـرا
ما دام يخصي بـه مـا يفضح الجـانـي

حـتـى يـكـون بـهـا لـلاعـتـيـاد عـلـى
عُــهــرٍ تَــقَــبُّــلُ إغِـــواءٍ ونـــســيــانِ

هلاَّ نسيتم من الـتـخذيـل أقـعسـه؟!
مـن قــرفـصــاء عـلـي قــوسُ خـذلان

صـفــيــن آخـر شــوط الـنـصـر حـوَّلـهُ
خـذلانـكـم بـيـعـه شـوطـا بـخـسـرانِ

والـمـجـتــبـى وراث قــيـحــا لــوالــده
إذ بــعـتـم الـحـرب إخــلالا بــمــيــزانِ

في كـفـة ذهـب التـقـعـيـس أثقلكـم
وكـفـة الـمـجـتـبـى تــصـديــر شـنـآنِ

يـا نـصـف حـرب مـع الـكـرار هـمـتكـم
مـع ابـنــه حـربــه بـالـضــدِّ حـــربـــانِ

فالجيش منهار لا نقص الشجاعة في
صـفـوفـه إنَّـمــا إنــقــاص شــجــعــانِ

بـيـع الـسـيـاسـي ديـنــا أمَّــة وطـنــا
يـقــول: إنــي وبــعـدي أيَّ طـــوفـــان

هـذي مــرابــحــة الأعـــوام مــفـــردة
إزاء خـسـرانــنـــا جــمــعـــا لأزمـــــانِ

هـذي أنـانــيــة الأطـمـاع تـسـحـقـهـا
أحــلامــنــا بــكـوابـــيــس لــغــيــــلان

عـدْ لـلـحـسـيـن عراق الدرس مندثـرا
بـــثـــقــــب ذاكــــرة مــثــقــوبــة الآنِ

تـنـبـيـك جـثـتـه بـالـخـيـل قـد طحنـت
إلاَّ طـحــيـنــك هــذا وطــــأ طـــحَّـــانِ

نـثـار عـــزٍّ لــمــغـــدور بــــداخـــلـــــه
والـــذات خــائـــنــة مــن إرث خــــوّانِ

قـدر الألـى أرخـصــوا الأرواح دون أبـي
الأحرار حـيـث اسـتـحـقـوا كل نيشـانِ

أوغـاد يـدعــونــه أقـــدمْ نــبــايــعـكــم
مــن ثُـمَّ مُـثْـلَـى بـه فـي حــر تــربــانِ

هـذا يـرضـضـه بـالـخـيـل مــنـتـشــيـــا
والـصـدر لــثــم بــه طـــه بـــإمــــعـــانِ

وذاك يــحــتــزُّ رأســـا يـــا هـــديـــتــــه
فـي الـرأس حـيــث الـهدايـا رأس قـرآن

ونــازع بـــردة عـــن جــسـمـــه أتـــرى
الـعـاري لـه مـن كـسـاء الآل ستـران؟!

مـثـلـى بـأصـبـعـه للـخـاتـم احـتـوشـوا
فــي قــطــع أصـبـعــه مـثـلـى بـعدوانِ

ضـاعـت مـقـايـيـس حـبٍّ صـاع تضحية
قصوى بـمـن بـايـعـوا فـي ثــوب ذؤبـان

لم يكتفوا الـنكـث للبيعـات بـل صـبـغـوا
جسم الحسين المدمّى ختل قمـصـانِ

ذا حـشـدكم مـن حسيـن طلَّ يوسفـه
أعــداه إخــوتـــه مــن حــســد إخـــوان

ذؤبـانـهـم فـي خـفـايـاهـم عـوت حنقـا
وكلُّ قـمـصـانـهـم نـضـح الـدم الـقـانـي

هـذا الـجـمـيـل الــذي أردى عــدوهــم
يـخـشـون مـنـه عـزيــزا ربُّ سـلــطــانِ

يخشون أنْ يسجـدوا شكـرا لـخـيــر أخٍ
مــن بـعـد مــا سـجـدوا ذلا لـطـغــيــانِ

مـتـى الـعـراق يـشـافـى من فـواجـعـه
ويـقـبــل الـدرس إيــمــانــا بــمــجـان؟!

مـن بـعـدمــا ألــف درس جــاءه حـنـقــا
دمــا عــبــيــطــا ويــأبــى غــيـر نـكـرانِ

شارك برأيك: