العيد… حفل التخرج الأكبر
قبل أن ينبلج فجر العيد، يستعد الجميع لحفلة التخرج الكبرى من جامعة شهر رمضان!
هو حفل تخرجٍ بهيجٍ من الضيافة الإلهية، يصطف فيه الخريجون المُكرمون في أزهى لباس لهم وأحلى ابتسامةٍ صادقةٍ تُزينُ محياهم… أولئك هم المؤمنون الفائزون، وذاك هو لباس التقوى..
يبدأ البرنامج بتحديد الخريجين ونشر أسمائهم ودرجاتهم وأرقام جلوسهم؛ ليصطف ويأخذ كل واحدٍ منهم موقعه الذي عمل واجتهد من أجله، طيلة فترة الدراسة الجامعية..
ثم تأتي كلمة الخريجين يقرؤها كل الخريجين بصوت واحد “شكرا لصاحب الضيافة” ثم يرددون “السلام عليك يا شهر الله الأكبر ويا عيد أوليائه، السلام عليك من شهرٍ قربت فيه الآمال.. السلام عليك من قرينٍ جل قدره موجودا، وأفجع فقده مفقودا… اللهم إنا أهل هذا الشهر الذي شرفتنا به ووُفقنا بمنك له، حين جهل الأشقياء وقته وحُرموا لشقائهم فضله..
ثم يقرأ المقدم التوصيات المستقبلية للخريجين، وخلاصتها أن تداوموا على أعمال شهر رمضان من الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الله، صلاة الجماعة والنوافل والعمل الخيري وخدمة المؤمنين وخدمة الدين، فهذا ما يوجب إبقاء مكاسبكم التي تخرجتم بها من هذه الجامعة العريقة..
ثم تأتي فقرة توزيع الجوائز!
الجوائز التي لا تقدر بثمن، وأدناها تلك الهالة النورانية التي غشيت الخريجين، وجعلت في قلوبهم أصدق فرحةٍ عرفوها بعد نجاحهم بأعلى الدرجات!
ثم يأتي دور فقرة نشيد الختام، وفيه يصطف المُكرمون رافعين أكفَّهم إلى السماء، شاخصين بأبصار الرجاء إلى راعي الحفل: اَللّـهُمَّ اَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، وَاَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً، وَلِمحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَشَرَفاً وَمَزيْداً، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْر اَدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَاَنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوء اَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ، وَاَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الْصّالِحُونَ .
فما أحلاه من حفلٍ لأولئك الخريجين الفائزين، وما أكبرها من حسرةٍ لمن لم يراعِ حق حرمة وجوده في هذه الجامعة الإلهية العظمى!
ميثم الشايب