هذي الليلة التي هي قَدْرٌ
كلُّ أقدارنا لها في انزياحِ
مُلِّكتْ ما يزيد عن ألف عامٍ
واستزادت من امتلاك النواحي
كل أعمارنا تكرُّ لديها
بالتسابيح كرَّة المسباحِ
إنما لا انفراط فيها لعقدٍ
لو غدا قطعه لكثر الذباحِ
ليلة الوصل هذه
لرجال صبحهم
من شتيتهم كأضاحي
ليلة المستراح
من مطمئنِّ الذكر
عن صبحهم بلا مستراحِ
وبها زاد كل أذكارنا جمعا
وزاد لبدء حمل السلاح
عن جميع الدهور
ليلتنا هذي أذان مطوَّلٌ
بالكفاحِ
وهي في القِصرِ
ومضة القمر الغافي
وفي الطول
نوبة من مزاحِ
وهي في الوسع
عن ميادين ضيق بقتال
من سورة الانشراحِ
فاجعلوها الأَوْلى بليلة قدر
حيث أرزاقنا بلا مفتاحِ
خيم الاختيار
لا خيم الجبر
فمن شاء قد بقى في الساحِ
والذي لم يشأ
له جمل فيه توارى
عن يقظة المصباحِ
أي هو الليل للهروب بعيدا
وهو الليل من دنوٍّ كراحِ
أمميٌّ ليل الطفوف امتيازا
يفرز الصحب دونما إلحاحِ
أممي انتصارنا
مثل خذلان
ولا خذل في الليالي الملاحِ
الليالي التي تضمُّ حبيباً
شيبة الله من نديمٍ وصاحِ
عاقد الحاجبين دون حزام
شدَّ ظهرا
في السبط كسر جناحِ
يشهر السيف والدعاء
ويأبى
دعوات الحياد بالافتضاحِ
إنما الصبح للمعارك ينمى
حيث شمس الجهاد في الافتتاحِ
إنما الصبح كان وجه حسين
سافرا
بعد ليل ستر الوشاحِ
فسنختار لاتشاح سواد
ليلة
عن ضميرنا النضَّاحِ
وصباحا من السفور الحسيني
جلاء لموقف باتضاحِ
إيه يا ليل عاشر
هذه الأزمان
تأبى انقباضة الأرواحِ
إنما فُتِّحت كزهرات ليل
وغدت من مسامهِ الفوَّاحِ
لك أن تطرح الليالي انتقاصا
عاشر فيك صعبة الاطرِّاحِ
هذه ليلة المصير لكل الأرض
أو ليلة بدون اقتراحِ
فهي القدر
مَنْ عَدَاهُ حسينٌ جعل القدر
أمر شورى الصفاحِ؟!
ليلة ريحها تبشِّر بالفتح
ولا ريح غيرها في الرياحِ
وهي ريح القتلى شموخا وعزاًّ
ليس ريح استكانة من نواحِ
أيها الثائرون في كلِّ أرضٍ
أيها الناشجون عزف الجراحِ
أيها الرافضون موتا ذليلا
أو حياة للخامل المرتاحِ
اركبوا عكس ما تمنَّى حسينٌ
جملا نحو كربلا ذا طُماحِ
فهو شاء اختباركم في النوايا
قبل بدء السلاح بالانقداحِ
ليلة
أو شرارة من دموع الندب
للسيف بارقا باكتساحِ
ثم ورد الدموع
يشبه ورد السيف
عند الذكيِّ واللمَّاحِ
فالمحوا حظَّكم يجيء إليكم
وردَ ليلٍ
أو صُبحَ ثأر مُتَاحِ
واحذروا
غدرة استلال سيوف القوم ليلا
أي سلَّة الأشباحِ
أنتم الضوء
من ضياء حسينٍ
لكم الصبح
وهو للغدر ماحي
وصباح الفداء
حين احتياج لوضوحٍ
يجيء بالاجتراحِ
فامسكوا ليل عاشر قبل هذا
شف صبحا بدمعة الإيضاحِ