“البكيُّ ولدا” للشاعر سلمان عبدالحسين

 

ابكِ الحسين وقل له يا والدي
هذا الحنين يليقُ عند الفاقدِ

من خارجِ الألقاب فقدُكَ للأحبة موجعٌ
بعواطفٍ ومواجِدِ

مثلا
تكون ابن الحسين
وذبحه
يعطيك حزنا
فوق حزن الشاهدِ

مثلا تكون ابن الحسين
لأنه الملقى العفير
فأنت أكبر ساجدِ

مثلا تكون ابن الحسين
حرارة في النحر
تأبى فيك شرب الباردِ

في سيرة
السجاد
كلُّ عواطف القربى استثيرت
في الإمام القائدِ

فانحاز عاطفة إلى الولد البكيِّ
وقال في هذا
إمامة زاهدِ

لا ملكَ يصمد في قبال ولاية
وعواطف ابن
هزُّ ملك جاحدِ

والدمع يشرق باليقين على الورى
حيث الشكوك بقلب غيمٍ لابدِ

إن الإمامة
منحر قد قطَّعوه
وعطشوه
وقد أتت بمواردِ

كالذكر
يصقل ألف سيف قائم بالحقِّ
عن سيف صديءٍ جامدِ

كالدمع
يورد ألف نهر قصده
إرو الحسين
وعشْ جميل مقاصدِ

كدعاء مضرور إذا نزل البلا
كان الدعاء شبيه سيف صاعدِ

كإمامة في قلَّة
وتكثَّرت بالدمع
إن الدمع فعل تحاشدِ

كالغربة القرآن
حيث وحيدها رأس الحسين
لذات ربٍّ واحدِ

من رأسه الآيات تتلى
والندا
عار تلاه بلا دثار العاهدِ

متعهد الدين الحنيف
وجسمه العاري الذي يوحى
ضمير العابدِ

والعابد المحموم من كثر البكا
هو ذاته المحموم ثأر مُكابدِ

سرعان ما تغدو الدموع سواعدا
والابن في الميراث أكبر ساعدِ

يحمي العواطف
أن تعيش برودة الجلاد
كي تغدو طباع تجالدِ

فابك الحسين وقل له يا والدي
هي ذي الإمامة
وهي قربى الذائدِ

شارك برأيك: