أحدث المواضيع

“يتيم رضيعكم” للشاعر سلمان عبدالحسين

 

يتيم رضيعكم
هذا أكيدُ
بفقدك فيه تقفل
لا فقيدُ

فقدت من الرجال الغرِّ جمعا
من الشبان ما لا تستعيدُ

لحرب إبادة عُرِّضتْ
هذي سياسة “لا تبقُّوا”
واستزيدوا

ولم تكُ بَعْدُ
إذ قتلوا صحاباً وأهلاً
كالوحيد وما يجودُ

فعندك ما يزالُ هنا رضيعٌ
بنحر صائد للسهم صِيدُ

مذ انتزعوه منكَ
بسهم نحر
هنا
أنت المغرَّبُ والوحيدُ

فأنت يتيم طفلك
ما تبقَّى وأُذهِبَ
يا رضيعَك والشهودُ

كشاهد عصره من دون نطق
وفي العينين نطق لا يفيدُ

يقول السهم ألحظه لنحري
وفي نحري لقد نقضت عهودُ

أرى المستنصِرينَ أبي قديما
عداه اليوم
ما هلكَ الجنودُ

ولكن أهلكوا حرثا ونسلا
وفيَّ أنا أرى أهلي تبيدُ

فمن لم يبق للأطهار طفلا
فذبحي عنده الملكُ المسودُ

ولو ما دون ذي الإرضاع عمرا
لنا نطفٌ مقاتلةٌ تذودُ

سيقتلها المناجز بالنوايا
يقول:
لها بوقت الحرب عودُ

ونحر مثل نحري بالتماع
وضوء نافذ ودمٌ وَعِيدُ

فأنت أبي الحسينُ
يتيم أني ظمئت
وصاحب الريِّ الحقودُ

يتيم جمال نحري
حين يغري بنور الله
يطفئه الحسودُ

يتيم ملامحي
وغدتْ قصاصا إليك ومنك
فهي هي الحدودُ

يتيم النحر
هذا يتمُ وصل
فنحري نحو نحرك من يقودُ

رضيعا كنتُ أؤمن بالسجايا
فلي منك السقاية والورودُ

وأعدانا وأبترهم
رآنا على هذا
فمنطقه الصدودُ

أنا ثغر اليباس كقحط مصرٍ
وريُّ الثغر يسمنُ
لا مريدُ

قد اجتمعوا على قتلي كحقلٍ
لكل سنابلي سهم حصيدُ

سيحصد منحري نبعا لريٍّ
دماه لغيمة عطشى بريدُ

وما عطشي من القحط احتمالا
بمحتمل
يغاث به الجنودُ

وحيث الغي طبع الريِّ منعا
فإنَّ ظماي لَلْعَقلُ الرشيدُ

وحيث السهم في التسديد طيش
فلا ما طاش بي نحر سديدُ

سيزهدُ في الرواء لكبر نفس
ليروى منه قفر أو صعيدُ

فتخضرُّ الطفوف
من امتناعي رواءً
وقتذاك الطف بيدُ

وقد أخرجتها من طول قحطٍ
ومن عطشي لها صرحٌ مشيدُ

وقد رفع الحسين دماء نحري
فساقاها الغيوم لها رعودُ

بكت دوني برعدتها عويلا
وقيل الغيم عن نحري يحيدُ

ولا ما حاد
إني كنت أصلا بسقيٍ
وهو فرعي والمدودُ

ولو نزلت دمائي بعد رفعٍ
فما للغيم ماء أو صعودُ

سيصبح عاطلا
بئر اشتهاء
لكي يروى
وحابله الوريدُ

سيحزن بالرعود لفقد مثلي
فلا دمعاً ولا مطراً يُجيدُ

أنا مطر الطفوف لدرء يتم
ومن زرعي النخائل والقدودُ

أنا الظمأ المعتَّق قبل أظما
وإلحاحي السقا عصف شديدُ

ولكن رحمة بالناس مثلي
فقولوا:
يرحم الأعدا الوليدُ

وإني راحم لأبي يتيما
سؤال الماء عنه
أنا الزهُودُ

ولولا أنني الرحمات وداًّ
كود الآل يعرفه الودودُ

ويعرفه الحسين
لذا رماها دمائي
حيث ينكرها الجحودُ

لكنت
وقد تيتَّم بعد فقدي
دمي ما يصطلي منه الحديدُ

ومنحري الحرور لرمي سهم
كفيل منه يحترق الوجودُ

شارك برأيك: