كلمة عن حملة التبرع بالدم بقلم الدكتور عبد علي

كلمة عن حملة التبرع بالدم في قرية النويدرات  

الدكتور عبد علي محمد حسن
الدكتور عبد علي محمد حسن

 

تحية لأولئك الذين يتبرعون بوقتهم وراحتهم لتنظيم حملة للتبرع بالدم، وتحية للذين يعملون على تنظيم وإدارة حملات التبرع بالدم، وآلاف التحايا وعظيم التقدير لمن بادر واستجاب وأعطى وتبرع بالدم قربة لله تعالى.

التبرع بالدم إحساس بالإنسان الآخر، وشعور بالواجب الإنساني. واستجابة لأوامر الله الذي حث على التعاون على البر والتقوى، ورغبة في عطاء الله الذي جعل إحياء نفس واحدة كإحياء الناس جميعهم. وهو تعبير عملي للوطنية وحب الوطن، ورد جميل للمجتمع الذي أعطى وأوفر في العطاء، وإعلاء لقيم الحب والتعاون والتسامح والبذل والمسؤولية الاجتماعية.

ليست هي حملة التبرع بالدم الأولى التي تبادر بها قرية النويدرات، وبمشيئة الله لن تكون هي الأخيرة، فقد دأبت هذه القرية بكل أطيافها وفئاتها على التسابق لفعل الخير، والتضامن الاجتماعي، والاستجابة للدعوات الإنسانية التي تجسد الحب واللحمة الوطنية، وتعزز الانتماء، وتساهم في رفع بعض معاناة المحتاجين، والمكروبين.

ومن مظاهر الفخر والاعتزاز، أن ترى أن غالبية المبادرين لهذه الحملة، والمخططين لها، والمشاركين فيها، والباذلين، والمعطين،  والممولين هم من فئة الشباب والشابات الذين يحملون مؤهلات علمية، ويحتلون مناصب وظيفية واجتماعية عالية، وفي هذا مؤشر على سلامة نبض الحياة الاجتماعية، والتربية الأسرية الصالحة، والتوجيه الاجتماعي الملائم، والتعاون البيني بين مؤسسات المجتمع الأهلي، ومعاضدة المؤسسات الرسمية العاملة في المجال.

وإن توقيت حملة التبرع بالدم التي اعتاد مجتمع القرية تنظيمها في هذا العام، وفي الأعوام السابقة، بمناسبات استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأريعينيته، لهو تعبير سامٍ ذو قيمة عليا، فالحسين (عليه السلام) الذي أعطى الحياة من دمه ودماء أهله وأنصاره، جدير بالاقتداء لتبقى الحياة معطاءة، ويبقى المجتمع الإنساني يجود، ويبذل، ويتعاون، ويتكافل، ويسلك سبل الخير، ويعلي إنسانية الإنسان.

فإلى المخططين لهذه الحملة، والمنظمين لها، والقائمين عليها، والمشاركين فيها، من أفراد، وهيئات، أهلية أو رسمية، وإلى الذين يتبرعون بدمهم، وكل من له دور في إنجاحها، لهم كلهم الثناء الأوفر، والدعاء الأبلغ، والدعوات الصادقة، بأن يجعل الله ذلك لهم مدخرا ليوم يحتاجونه، ويوفقهم، ويديم نعمه عليهم.

د عبد علي محمد حسن النويدري.

شارك برأيك: