مـجــروحُ يــا وجــع الـدنــا مـجـروحُ
وأكــاد أخـنــقُ حـيــن رمــتُ أبــوحُ
الـدمـع في عينـي غـمـامـة ذاهـل
عـن دمـعـه غبش الدمـوعُ فـصـيـحُ
إنْ كـنـتُ مذهـول الفؤاد فدمـعتـي
عــمّــا يـخـبِّــئُــهُ الــفـــؤاد شــروحُ
ولقـد يكـون الدمـع مثـل الملتـقـى
ألــــوان أحــــزان بــــه ســتــلـــوحُ
حــزن عـلـى ولــد وفـوت مـصـالـح
في الدمـع يعيا الفـرز والـتـشـريـحُ
حيث البريق بخطف روحـك سـارق
كـتـمـا صـراخـا يـصـعـبُ الـتـوضيـحُ
ألا الـبكـاء على الحسيـن دمـوعـه
الـمـرآةُ والـقـلـبُ الـكسيـرُ صفـيـحُ
ما في الحسين شغاف قلب داكن
وكــأنَّ فـيــه دمــوعــنــا تـنـضـيــحُ
أبـكـي وأشـرق بـالـدمــوع لـذكـره
فــهــو الـذي لـدمـوعـنــا تـنـقـيــحُ
وهـو الـذي يـجـري الدمـوع صراحة
ويــكــاد يــغــرقـنــا بــه الـتـلـمـيـحُ
مـا بــالـنـا والـشــوق شـوق زيـارة
بـعـوارض الـحـرمـان حـيــن تــزيــحُ
سيغيب دمعي وسط حسي لهفة
بـغــزارة يــهـمــي ولــيـس يــريـــحُ
مـا دام درب الـوصـل يـبـعـد كــلـمـا
دمـعـي يــطـلُّ وقــصـده الـتـبـريــحُ
دمــعـي غـزال الـبـر فـي تـنـهـيـده
غـنـج الـدلال بــأمـــره الـتـســريــحُ
يصل الحسين يعوف أطلال الـهــوى
ويـقـول: يـكـفـي لـلـمـحـب ضـريــحُ
تـد يـا غـزال الـبـر قـصـدك هـا هـنــا
لـفـداء ذبـحــكَ هــا هـنـا الـمـذبــوحُ
واحـذر يُـطـاحُ بـكـم وقـصـدك كـربـلا
أو أنْ تــسـيــر وقــصــدك الـتـطـويـحُ
قـبـر الـحـسـيـن فنعم عثرة عاشـق
وعـلـيـه حـصـرا يــا مـحــبُّ تـطـيــحُ
بك مـشهـد العشاق يختصر المدى
فــإذا وصــلـــتَ فــلا يــصــحُّ نـــزوحُ
فـاجـهـد لذات الـوصـل واطرح جانبـا
فـتــك الـعــدو فـحـمـلـك الـمـطـروح
عـنـد الـحـسـيـن لك الأماني حلـوة
وكـذاك كـون فـي الـضـريـح فـسيـحُ
قف عـنــد شُـبَّـاكٍ وأمسـكْ قُـطـبـةً
مـن نـوره فـالـقـبـسُ مـنـك صحـيـحُ
ودعْ اعـوجـاجـات الـمـسـار مـطـاردا
فـي قــبــره عــنــك الـعـدو يـشـيـحُ
يـا خــادرا بـالـمـسـك فـيــك مـعــبَّـأٌ
فمـن الـحـسيـن المسـك منك يفوحُ
فاسفح بها عطرا ورش عـلـى الورى
فـدم الـحـسـيـن وربّــك الـمـسـفـوحُ
هــو مــصـدر لـلـعـطــر وعــــد زيــارة
والــصــكُّ عـطــرُ قُــبُــولِـهــا مـفـتـوحُ
فــإذا قــبـــلــت أتــيــتــنــا بـبـشـارة
فـي الـوصـل إنّــك بــيـنـنــا مـمــدوحُ
ولــغــيــركــم عــشــق بـدون إشـارة
والــعـشــق دون إشـــارة مـــقـــدوحُ
عـطـفـا عـلـى قـبـر الحـسيـن لإذنـه
مـــن دون إذنٍ فــالـــمــــزار جـــنــوحُ
حــتــى الـغـزال بـإذنــه ذا يـهــتــدي
لــلــقــبــر أمَّــــا دونَــهُ فــيـــســيــحُ
ويــعــيــش مـجـروح الـفـؤاد لـهـجــره
عـن أنْ يـقــال: فــمـا هـو الـمـمـنـوحُ
فـالـعـشـق بـالإقـحـام عـشـق تـهـوُّرٌ
وتــكــالــب فــي فــعـلــه مــفــضــوحُ
أمّـا بـــعــشـق الإذن فـــعــل تَــــأَدُّبٍ
الــوهــبُ لــلـعُـشَّــاقِ فـيــه صــريــحُ
ألهمني هذه الأبيات واستحثني على كتابتها أخي الحبيب محمد جواد المعراج .. وأنا أهديه ثوابها