هذه ليلتي بقلم سلمان عبدالحسين

  1. هذه ليلتي
الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

هذه ليلة إذا قلت عنها
أنها كل عمرنا والليالي

سترى أنَّك اختصرت زمانا
كان وطءً من الليالي الثقالِ

هذه ليلة بها الصبح يبدو
شاخصاً
ليس عن طريق انتحالِ

إنما في الضياء
عن غائب الجسم
دليل على سمو المثالِ

هذه ليلة النجوم الحيارى
ليس تهدي
وعلِّقتْ كالسؤالِ

أنها أخضعت لنجم وحيد
قمر واحد
ووحدة حالِ

بعد أن شتت على ألف درب
وسماها صارت من الغربال

أين الوافدون في ليلة المهدي
ما بين حيرة وابتهالِ

أيها القادمون من ألف ركب
والمريدون
أتعبوا بالسجالِ

أيها الصانعون
أرصفة الوهم
سبيلا لخدعة الارتحالِ

اثبتوا
مولد الليالي جميعا
ها هنا
بعد كثرة استغفالِ

بعد تشكيك من تداعى
بمولانا
تداعى
فشكَّ سوء المآلِ

وتداعى
فعاش في الجرف والقاع
وصوغ انحداره عن تَعَالِ

إنَّ درب المهدي
منبسط المشي
سريٌّ في السهل
أو في التلال

إن يوم المهدي يوم انكشافٍ
لعيون تعمى من استسهالِ

إن ليل المهدي ليل شهابٍ
يضرب الأرض من ضراب النزالِ

غير أن الذين
سلوا سيوف النصر
قبلا
شاءوا قِطافَ السلالِ

هذه ليلتي
وليلة أهلي
وصحابي
قد شئتها من ظلالي

أنشأت ظلها
ففئتُ إليها
وبرجلي
استنبات شوك اختزالِي

فاختزلني
جرحا يخاطب للمهدي
عطرا من الوجود المسالِ

وشموع احتراق هذا المسمَّى
كلف الاحتراق أجل النوالِ

سأنال المراد
أظفر بالمهدي
عن صحبة
ككل الرجالِ

وأنال المراد
أمسك شكا دام دهرا
من مسك طيف الخيالِ

وأعيش الشخوص
في الغائب الآتي
لأهل النجوى
من استهلالِ

مستهلا في ليلة النصفِ
أن البدر تمُّ
ولست في الاكتمالِ

غير أني لصاحبي مستعدٌّ
ومع صبوتي
وسيف صِلالي

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: