يقين أني أراك بقلم سلمان عبد الحسين

يقين أني أراك

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

إنِّي أراك
وكلُّ همِّي حينما
أغضي
أشيحُ
أراك حيث تكونُ

وبسيرتي في الانتظار إليك
مجنون
وحيث يكذَّبُ المجنونُ

كلُّ الطيوف
كذا الخيالات التي عنكم أتت
هي في المنام يقينُ

والواقع الملموس
في استحداثه قهرا وإدماءً إليَّ
ظنونُ

إنَّي أراكَ
ولا أحدد شكلك العطري
رؤيا العطر فيك تبينُ

وأكاد أجزم
قد مررت بجانبي
لمَّا يمارس للعبور الطينُ

لكنَّك الأنوار
إن النور في رسم الهداة
الشكل في حنينُ

ومساره
إذ تكتسي الأوطان منه شعاعها
بعد السرى توطينُ

الصبحُ أنت
ولا دليل على الصباحِ
وما عليه لمن يحار ضمينُ

يكفيك
والأشجار نامت في الليالي
صبحها أن يبدأ التغصينُ

يكفيك
والشرفات نغلقها مساء
صبحها عن فتحها تمكينُ

يكفيك
خوف نفوسنا في الحالكات
الفجر في يقظاتها تطمينُ

أي مطمئن
سيدي أني أراك
لكل هذا
ما الدليل عيونُ

لكن دليل الحس
يلقطه الفؤادُ
وفيه من أحلامنا
تكوينُ

مهديُّ
بدؤك في المهود رواية
ما فوق عيسى
والمهود سفينُ

ما فوق موسى اليم
عن أمٍّ وفارغها الفؤاد
باسمكم مسكونُ

ألا مخافة
حيث ملتجأ إليك
وفيك عن كل الورى تأمينُ

وخصوص خوف الأنبياء
إذا طغى طاغ عليهم
نابهم توهينُ

ركنوا إليك
الغيب من مستقبليٍّ
أنت فيه إلى النبي ركينُ

الأنبيا
والأوليا
والرسل
والكتب المقدسة
التي يعيا بها التبيينُ

أنت البيانُ لها
وأنت شعاعها الأزلي
أنت الفاتن المفتونُ

وإذا خلا منهم زمان
حيث لا صحب
فإنك فلكها المشحونُ

أو لا أراك بعيد هذا؟!
قد رأيتك يا حبيبي
والضباب سخينُ

ورأيت جمرك في الشتاء
كأنه لا برد يوجدُ
غائب كانونُ

إني أراك
وتلك خير حقيقة
والباقيات يقينها مرهونُ

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: