تأبين المرحوم الأستاذ جاسم مدن معراج بقلم يوسف مدن

كلمة في تأبين
المرحوم الأستاذ جاسم مدن معراج

جاسم مدن معراج

بسم الله ، والحمد له ، والثناء عليه بما أنعم وأسبغ ، وبعد الصلاة على ساداتنا محمد وآل محمد الأطهار نتوقف الآن عند بعض المحطات المهمة التي عاشها فقيدنا المرحوم الأستاذ جاسم مدن معراج بن حسن بن علي بن مال الله رحمهم الله في حياته .
ونستحضر منها بإيجاز بعض المعلومات والمواقف والأدوار ، ونذكر منها مـا يأتي :
وُلِدَ كما في بعض الوثائق الرسمية كجوازه في سنة ( 1937م ) .
تربى في حضن والديه الحاج مدن بن معراج ، والحاجة زهراء بنت عيسى بن حسن بن مال الله ، ورعاه كذلك عمه المرحوم الحاج أحمد بن معراج .
والتحق كسائر أبناء ( النويدرات ) بكتاتيب التعليم القرآني، وبعض المدارس الحكومية ، وحصل على شهادة الثانوية العامة متأخراً عام 1970م .

انخرط أبو كريم المرحوم الأستاذ جاسم في أدوار ثقافية واجتماعية ، فمنحت شخصيته تجارب عمل ريادية ومؤثرة وغير مسبوقة ، وصقلت جوانبها بخاصة الثقافية والروحية.
تقلب في أدوار متعاقبة مراحل تعليمه الثانوي والمهني فقد تأثر كثيراً بعمه الحاج أحمد بن معراج ، إذ كان يسند إليه بعض الخدمات الثقافية كنسخ بعض الأوراق ، وقصائد الشعر.
كما أبلغنا شخصياً ، فقد كتب بخط يده ، وبإملاء عمه المرحوم الحاج أحمد بن معراج ( شجرة نسب العوائل في النويدرات ) ، وهي اليوم مفقودة منذ خمسين عاماً .

تزوج من ابنة خالته الحاجة علياء بنت الحاج عبد الله بن علي بن سند ، وأنجب منها ذرية طيبة من الأولاد والبنات ، وهم من أهل الخير والصلاح .
التحق بشركة بابكو بادئ حياته بعد تخرجه من الصف الثاني الثانوي، وأرسلته هذه الشركة للدراسة المهنية التدريبية في إحدى جامعات لندن بانكلترا ، وتلقي دورة في اللغة الانجليزية بمدينة لندن في عقد الستينات ، وبسافر بالتحديد يوم ( 8 / 6 / 1960م ) ، وذلك مع زميله الحاج علي بن محمد سرحان ، وكان برفقتهما تسعة آخرين من موظفي الشركة ، وقضى هناك مدة عامين ، وكانا أول من درسا خارج البلاد من أهالي القرية .
ودخل عدة دورات عمل تدريبية في عمله المهني بشركة بابكو ، والعمل التربوي بوزارة التربية والتعليم .في البحرين والأردن ، كان منها دورة في اللغة الانجليزية لمعلمي المرحلة الثانوية عام 1975م ، ولمدة أسبوعين .
وبعد عودته من لندن زاد حماسه للوعي الثقافي ، ونمت رغبته في مساعدة أهل قريته على العلم والاطلاع المعرفي ، فاقتحم العمل الثقافي كخطوة ريادية هذا الميدان ، فجرَّب فتح مكتبة تجارية تهتم ببيع الكتب، وكانت أول مكتبة ثقافية تجاربة بمنطقتنا في النويدرات ، والقرى المجاورة ، وكان مقرها ببيت آل معراج الذي يقع الآن في وسط النويدرات وقريباً من سوقها المسمَّاة لدى الأهالي ( بالبريَّة ) .
عمل الأستاذ جاسم في وزارة التجارة والزراعة لمدة من الزمن ، وقبل عمله بالتربية وتدريس اللغة الانجليزية ، وأنشأ مع ابنه المرحوم الحاج حسن بن علي بن معراج مزرعة للدواجن في الساب الغربي بالنويدرات .
اشتغل رحمه الله تعالى في بعض مدارس وزارة التربية والتعليم ، وبقي كأحد معلمي اللغة الإنجليزية بخاصة في المراحل الدراسية حتى تقاعده عن العمل ، واستغل مهاراته اللغوية في معاونة بعض الناس ممن احتاج إلى خدمته .
نبغ الأستاذ جاسم بن مدن معراج في التكلم والمحادثة باللغة الانجليزية حتى أسْمَاه صديقه الحاج عيسى بن الحاج عبد الله النسك ( أبو عبيد ) صاحب هذا المجلس بـ “مستشاره الخاص”في فهم اللغة الانجليزية ومجال مراسلاتها .
التصق منذ صباه الباكر بخدمة مأتم الوسطي ( آل معراج ) ، وبعد وفاة عمه الحاج أحمد بن معراج يوم الثلاثاء 30 من يناير 1970م أتيحت له فرصة قيادة إدارة المأتم في عهد أبيه الحاج مدن بن معراج ، ومع وجود بعض كبار السن والتجربة من عائلته وأقربائه ، وارتبط بخدمة المأتم وأهل البيت ( ع ) حتى آخر عمره الشريف ، وظل على هذه الخدمة طوال نصف القرن في هذه الخدمة حتى وفاته .
وتم في عهد الأستاذ جاسم معراج إعادة بنائه مرتين بمعاونة أعضاء المأتم وخدمات المؤمنين من أهالي القرية ، ومساندتهم المادية والمعنوية .
وعمل الأستاذ جاسم معراج رحمه الله على تثبيت ملكية المأتم لعدد من أوقافه ، فقضى وقتاً طويلاً وهو مشغول بالبحث عن أوقاف المأتم وأملاكه الشرعية حتى تمكن من استرجاع وتثبيت بعضها لتكون مصدر دخل مستمر للمأتم، والإنفاق على مصروفاته .
ساهم مع بعض أصدقائه في تأسيس نادي النويدرات الثقافي والرياضي منتصف الستينات من القرن السابق .
توفي الأستاذ جاسم معراج رحمه الله تعالى بعد مرض عضال دام سنتين في أحد المستشفيات الحكومية ، وذلك صبيحة يوم الأحد ( الحادي عشر من شهر مارس عام 2018م ) ، الموافق الثالث والعشرون من شهر جمادى الثانية عام 1439هـ ِبعد عمر تجاوز إحدى وثمانين سنة قضاها في أعمال البر والخبر ، ودفن في مقبرة أهالي النويدرات بـ ” بربورة ” .
وأقام له أبناؤه مسابقة باسمه في ختم القرآن الكريم تخليداً لذكـراه ، فرحم الله أبا كريم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله النجباء ، والسلام عليكم ورحمته تعالى .
كتبها يوسف مدن ، يوم الاثنين 2 من ذي القعدة 1439هـ ، الموافق 16 / 6 / 2018م بطلب من الحاج عيسى أبو عبيد ، وألقيت بمجلسه الحسيني في بيته عصر يوم الجمعة 27 من شهر يوليو عام 2018م الموافق 13 من ذي القعدة سنة 1439هـ .

شارك برأيك: