درسٌ من واقعة الحديبية – الاستاذ حسن المطوع

درسٌ من واقعة الحديبية

الاستاذ حسن المطوع
الاستاذ حسن المطوع

 

( *هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْىَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُۥ ۚ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَٰتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَـُٔوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌۢ بِغَيْرِ عِلْمٍۢ ۖ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِى رَحْمَتِهِۦ مَن يَشَآءُ *) سورة الفتح 25 .

( توجد هنا )إشارة إلى لطيفة تتعلق بمسألة صلح الحديبية وحكمتها إذ تقول ( هذه )الآية كان أحد ذنوبهم ( يعني كفار قريش )
١- كفرهم .
٢- والذنب الآخر صدهم إياكم عن العمرة و زيارة بيت الله ولم يجيزوا ( لكم ) أن تنحروا الهدي في محله، ( أي في ) مكة . ( في ) حين ينبغي أن يكون بيت الله للجميع .
وصدُّ المؤمنين عنه من أعظم الكبائر ، كما يصرح القرآن بذلك في مكان آخر ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) .
ومثل هذه الذنوب يستوجب أن يسلطكم الله عليهم لتعاقبوهم بشدة! لكن الله تعالى لم يفعل ذلك فلماذا ؟ !
ذيلُ الآيةِ يبين السببَ بوضوح إذ يقول:
ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطأوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم .
وهذه الآية تشير إلى طائفة (من الرجال والنساء ) المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام في مكة ولم يهاجروا إلى المدينة لأسباب خاصة.
فلو قاتل المسلمون أهل مكة لأوقعوا أرواح هؤلاء المستضعفين في خطر ولامتدت أَلْسِنَةُ المشركين بالقول: إن ( المسلمين ) لم يرحموا لا أعداءهم ومخالفيهم ولا أتباعهم ومؤالفيهم، وهذا عيب وعار كبير! .
أجل، كان الله يريد للمستضعفين المؤمنين من أهل مكة أن تشملهم الرحمة ولا تنالهم أية صدمة..
———————
راجع التفسير الأمثل – جزء 16 – ص 478

شارك برأيك: