كيف ينقصُ اللهُ الأرضَ من أطرافها ؟
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } الرعد 41
من الواضح أن المقصود من الأرض هنا هم أهل الأرض، يعني أن هؤلاء لا ينظرون إلى هذا الواقع من أن الأقوام والحضارات والحكومات في حال الزوال والإبادة .
الأقوام الذين كانوا أكثر منهم قوة وآثارا قد أُلحِدُوا تحت الثرى حتى العلماء والعظماء – الذين هم قُوَّامُ الأرضِ – التحقوا بالرفيق الأعلى.
فهل أن هذا القانون العام للحياة الذي يسري على جميع الأفراد وكل المجتمع البشري صغيره وكبيره، غير كاف لإيقاظهم وتفهيمهم أَنَّ هذه الأيامَ القلائلَ للحياة ليست أبدية؟!
وقد جاءت في روايات متعددة في تفسير ” البرهان ” و ” نور الثقلين ” وسائر منابع الحديث، إن تفسير الآية أعلاه هو ” فقدان العلماء ” لأن فقدهم نقصان الأرض ونقص المجتمع الإنساني.
ونقل المفسر الكبير الطبرسي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية قال: ” ننقصها بذهاب علمائها، وفقهائها وخيارها ” .
ونقرأ في حديث آخر أن ” عبد الله بن عمر ” تلا هذه الآية حين استشهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أَنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ، ثم قال: ” يا أمير المؤمنين، لقد كنت الطرف الأكبر في العلم، اليوم نقص عِلمُ الإسلام ومضى ركنُ الإيمان “. ( 1 )
ومنه يُعْلَمُ أن إتيان الأرض ونقصها من أطرافها كنايةٌ عن نقص أهلها بالإماتة والاهلاك .
وعن أبي عبد الله (ع): ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وأخيارها . ( 2 )
————————
١-التفسير الأمثل- ج ٧ – الصفحة ٤٤٢
٢-تفسير الميزان – – ج ١١ – الصفحة ٣٧٨ .
@Ameer Amalalla 2 بارك لله فيك