مختارات في شهر رمضان – الإستدراج

الإستدراج

 

الاستاذ حسن المطوع
الاستاذ حسن المطوع

معنى الإستدراج

الاستدراج أو الإملاء أو الإمهال، هو سنة من السنن الإلهية، ويقصد به أنَّ الله لا يتعجل بالعذاب على المكذبين، بل يتركهم يغترون بإحسانه ونعمه الظاهرة ، فينسون الاستغفار ويتمادون في معصيته، وبالتالي يكون عذابهم أشد .

علامات الإستدراج

من علاماته الغفلة عن الاستغفار

نقل الكليني في الكافي عن الإمام الصادق:
إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الِاسْتِغْفَارَ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً ، فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ ؛ لِيُنْسِيَهُ الِاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادَى بِهَا .
وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ- ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ﴾ أي سنستدرجهم بِالنِّعَمِ عِنْدَ الْمَعَاصِي.

من علاماته ترك الحمد و الشكر

ورد في حديث آخر عن الإمام الصادق أن النعم إذا لم يصحبها الشكر كانت من الاستدراج،  فقد قال الراوي: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا فَرَزَقَنِي وَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً فَرَزَقَنِي وَلَداً وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَرْزُقَنِي دَاراً فَرَزَقَنِي ، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَالَ أَمَا وَاللهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا. ( أي إذا كنت تحمد الله على هذه النعم فليس من الإستدراج )

 من علاماته صرف النعم في الطرق غير المشروعة

قال مرتضى مطهري: إن الاستدراج بالنعم لا يتحقق إلا إذا صرفها صاحبها في الطرق غير المشروعة أو أسرف في صرفها، أو اغترّ بها.

روايات تحذر من الإستدراج

  • روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الاستدراج فقال : (هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عندها النعم فيلهيه عن الاستغفار فهو مستدرج من حيث لا يعلم ).
  • وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال  ( أنه من وسع له في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أَمن مخوفاً )
  • عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال : ( الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم ويسلبه الشكر ) .

————————-
راجع المصادر الآتية :
1- معنى الإستدراج – مركز الإشعاع الإسلامي .(موقع إلكتروني )
2- التفسير الأمثل – ج 5 – الصفحة 311 .
3- ميزان الحكمة – ج 4 – الصفحة 3315
4- موضوع النظام الجزائي ضرورة اسلامية -محمد مهدي الآصفي .

شارك برأيك: