أحدث المواضيع

مختارات في شهر رمضان – الإمامُ الحسنُ مِشْعَلُ نورٍ في حيَاتِنَا

الإمامُ الحسنُ مِشْعَلُ نورٍ في حيَاتِنَا

 

الاستاذ حسن المطوع
الاستاذ حسن المطوع

ونحن في ظلال ولادة الإمام الحسن بن علي عليه السلام رابع أصحاب الكساء ، و حبيب المصطفى ، و عزيز المرتضى ، وقرة عين الزهراء حجة الله في أرضه وسمائه والشاهد على أمة جده .
فلابد لنا أن نستذكر مواقف من حياته الكريمة تكون نبراسًا لنا نبني بها حاضرنا ونقيم بها مستقبل أيامنا ، وكيف لا وهم المعين الذي لا ينضب والنور الذي لا يطفى والسفينة التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك وهوى . والسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيًا .

 

١-كرامةٌ للإمام الحسن وهو طفل صغير

لما نقضت قريش الإتفاق الذي تم بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية ، أحست قريش بخطئها وندمت على ذلك ، فاتفق سادة قريش على أن يبعثوا أبا سفيان إلى رسول الله في المدينة ويجددوا العهد والإتفاق معه .
ولما وصل إلى المدينة عرض الأمر على النبي وعرض عليه أن يجدد الإتفاق معه ، فأبَى النبي ذلك ، فخرج أبو سفيان من عند رسول وأخذ يكلم بعض أصحاب النبي علهم يتوسطون بينه وبين النبي إلا أن كل واحد منهم يرفض ذلك ، فجاء أبو سفيان لعلي وفاطمة وكان الحسن طفلًا يدرج على الأرض إبن أربعة عشر شهرا فرفضا أن يتدخلا في أمر رسول الله .
والتفت أبو سفيان إلى فاطمة و طلب منها أن تَدَعَ هذا الطفل شفيعا عند رسول الله فكان الموقف التالي :

عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِالْإِسْنَادِ قال :
جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام ) فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ قَالَ وَ فِيمَ جِئْتَنِي قَالَ تَمْشِي مَعِي إِلَى ابْنِ عَمِّكَ مُحَمَّدٍ فَتَسْأَلُهُ أَنْ يَعْقِدَ لَنَا عَقْداً وَ يَكْتُبَ لَنَا كِتَاباً .
فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَقَدْ عَقَدَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ عَقْداً لَا يَرْجِعُ عَنْهُ أَبَداً
وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ وَ الْحَسَنُ يَدْرُجُ بَيْنَ يَدَيْهَا وَ هُوَ طِفْلٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْراً.
فَقَالَ لَهَا ( يعني أبو سفيان ) : يَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُولِي لِهَذَا الطِّفْلِ ( يعني الحسن ) يُكَلِّمُ لِي جَدَّهُ فَيَسُودَ بِكَلَامِهِ الْعَرَبُ وَ الْعَجَمُ .
فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ ( عليه السلام ) إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَ ضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ وَ الْأُخْرَى عَلَى لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ قَالَ :
( يَا أَبَا سُفْيَانَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى أَكُونَ شَفِيعاً .)
فَقَالَ ( عليٌّ ) عليه السلام. :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى نَظِيرَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَ آتيناه الحكم صَبِيًّا. ( ١ )

 ٢- هديةٌ عظيمةٌ من الإمام الحسن السبط في فضل العِلْمِ

عن أبي محمد ( الحسن العسكري ) عليه‏ السلام قال :
قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام ـ وقد حمل إليه رجل هديّة ـ فقال له : أيّما أحبّ إليك أن أردّ عليك بدلها عشرين ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلان الناصبيّ في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين ، وان أسأت الاختيار خيّرتك لتأخذ أيّهما شئت .
فقال : ياابن رسول اللّه‏ فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لاُولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم ؟
قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرّة .
فقال : ياابن رسول اللّه‏ فكيف أختار الأدوَن؟ بل أختار الأفضل ، الكلمة الّتي أقهر بها عدوّ اللّه‏ وأذوده عن أولياء اللّه‏ .
فقال الحسن بن علي عليه‏السلام :
قد أحسنت الاختيار . وعلّمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم .
فذهب فأفحم الرجل فاتّصل خبره به . ( يعني وصل خبره للإمام الحسن عليه السلام )
فقال له إذ حضره : ياعبداللّه‏ ما ربح أحد مثل ربحك ولا أكتسب أحد من الأودّاء ما اكتسبت ، اكتسبت مودّة اللّه‏ أوّلاً ، ومودّة محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وعليّ ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ، ومودّة ملائكة اللّه‏ رابعا ، ومودّة إخوانك المؤمنين خامسا ، فاكتسبت بعدد كلّ مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرّة فهنيئا لك هنيئا . ( ٢ )

٣- كريم أهل البيت عليهم السلام .

نذكر هنا ثلاثة مواقف من كرمه وسخاء نفسه وجودة يده سلام الله عليه .

  • إن المصادر الإسلامية ذكرت أن الإمام الثاني للشيعة ( الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ) كان “كريما” و”سخيا” و”جوادا”، و ورد أنه أنفق جميع أمواله مرتين في سبيل الله، وبادر إلى تقسيم أمواله ثلاث مرات، فكان ينفق نصفا منه، ويترك لنفسه نصفا آخر ،
  • ورد أن الإمام الحسن (عليه السلام) سمع رجلا يدعو الله أن يرزقه 10 آلاف درهم، فذهب الإمام إلى بيته، وأمر أن يُدفع إليه المبلغ، وبناء عليه اشتهر بـ«كريم أهل البيت» .
  • وهناك أخبار تتحدث عن مساعدته للناس حتى ذكر أنه قطع الطواف وهو معتكف في المسجد الحرام ليقضي حاجة مسلم، وسُئل عن سبب عمله فقال: کیف لا أذهب معه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته کتبت له حجة وعمرة وإن لم تقضَ له کتبت له عمرة. ( ٣ )

 

———————-
١- مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب – الجزء الرابع – صفحة ٦ .
٢- الاحتجاج – الشيخ الطبرسي – ج ١ – الصفحة ١١ .
٣- موسوعة أهل البيت الإلكترونية .

شارك برأيك: