مختارات في شهر رمضان – تأخير الدَّيْنِ والتساهل في أدائه

تأخير الدَّيْنِ والتساهل في أدائه

الاستاذ حسن المطوع
الاستاذ حسن المطوع

 

ما هو الدَّيْنُ ؟

الدين هو مال كلي لشخص يثبت في ذمة شخص آخر بسبب من الأسباب .
مثل أن يقترض منه مبلغًا ، فيصبح المبلغ ثابتاً في ذمة المقترِض ليدفعه الى الدائن . ومثل أن يشتري حاجةً سلفاً فتصير ذمته مشغولة بثمن هذه الحاجة للبائع .ومثل مبلغ الإيجار فهو دَين يجب أن يؤديه المستأجر للمؤجِّر .

 

ملحوظة هامة

ومسألة أن يكون الإنسان مديناً
( عليه دَيْنٌ ) لهو أمرٌ لا مذمة فيه وهو أمرٌ جائز، إنما الحرام هو التماهل في أداءِ الدين .

عقاب من حبس حقَّ المؤمن

عن الإمام الصادق «عليه السلام» أنه قال :
( مَن حَبَسَ حقَّ المؤمن أقامَهُ اللهُ يومَ القيامةِ خمسمأة عام على رجليه حتى تسيل عرقه أو دمه وينادي منادٍ من عند الله ، هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه . قال «عليه السلام»: فيوبّخ أربعين يوماً ثم يؤمر به الى النار .
وقال«عليه السلام » : ( أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو يحتاج اليه لم يذق والله من طعام الجنة ، ولا يشرب من الرحيق المختوم )
وروي عن أبي ثمامة أنه قال :
قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) أني أريد أن ألزم ( الذهاب والبقاء في ) مكة والمدينة وعليّ دَيْنٌ ؟
فقال «عليه السلام» إرجع الى مؤدى دينك، وانظر ان تلقى الله تعالى وليس عليك دَيْنٌ ، فإنَّ المؤمن لا يخون .
وقد عُدًَ حبسُ الحق والتمهل في أداء الدَّيْنِ في الحديث النبوي من مصاديق الظلم، حيث يقول صلى الله عليه وآله :
( مَطَلُ المسلم الموسر ظلمٌ للمسلمين ..)

  • – أما إنه ظلمٌ لشخص ِالدائنِ فذلك واضح .
  • – واما أنه ظلمٌ لسائر المسلمين فلعله من جهة
  1.  انه يكون سببا في أن لا يقرض باقي المسلمين خوفا من التساهل في أداء الدين كما فعل هذا الشخص،
  2. أو أن يتلف مالهم .

وبعبارة أخرى أنَّ التسامح في أداء الدين مع وجود القدرة يسد باب الخير والمعروف، فلا يجرأ بعد ذلك أحدٌ على أن يقرض لآخر، في حين أن القرض من أكبر الأعمال الخيِّرة وذلك الشخص هو السبب في المنع عنه.
قال الإمامُ الصادق «عليه السلام» : الكافي
( لعن الله قاطعي سبيل المعروف وهو الرجل يُصنع اليه المعروف فيكفره ( فينكره) فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك الى غيره) «بحار الأنوار».

  • وظاهر هذا الكلام أن إعطاء القرض إحسان ، والتسامح في الرد كفران ، وسبب لإمتناع الآخرين عن ذلك الإحسان .

——————
راجع كتاب الذنوب الكبيرة ج 2 باب حبس الحقوق للسيد عبد الحسين دست غيب .

شارك برأيك: