حيادرة للشاعر سلمان عبدالحسين سلمان

حيادرة

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

لمَّا معادل أعمال الورى
وَزَنَ الرسول ضربتكم
عمرو ابن ودِّ
تُرى؟!

ماذا معادلها
في الرأس ضربتهم
إليك
ظنِّيَ بالميزان قد كُسِرا؟!

لا رابح اليوم
والثقلان قد هبطا
من ضربة الرأس
ما أُرْبِحْتَهُ خسرا

فليس مثلك من شخص
يدير إلى الثقلين بالسيف
عن حق وقد نُكرا

يا أكبر الثقل
ما حمل السيوف
بميزان الذي يصنع الأحداث من نصرا

الاسم
اسم علي
ثقل وطأته
القدير أمراً
وعند الغير ما قُدرا

قد سلَّ سيفاً بحين
ثم أغمده
في الحالتين
لقد أمضى وما حُصِرا

كان الوحيد
جليس البيت
عزلته
تقول: من مثل هذا شاء مبتدرا؟!

وكان أيضا وحيداً
حين يرأس من جيش النقائض
ما قد قلَّ لا كَثُرا

في الحالتين
عليٌّ الثقل
غائبه في الاعتزال
شبيه للذي حضرا

الريح جاءت
وكان الباب أوصدها
والباب كان
جنون الريح ما عبرا

الغائلات التي شاخت بمحضره
تقول فيه شباب الورد
لو غُدِرا

والشانئون الألى أخفوا تحسده أو أظهروه
فما شيء لهم ظهرا

يبقى عليٌّ علياًّ
يا لأسفلهم في القاع
يعلو لكي يبقون منحدرا

هل بعد ضربته في الرأس
قد رجحت لمؤمن كفَّة
ميزانها جُبرا

والله بعد علي
مات أجمعهم بينه
أذ سد عنهم موتهم أُمَرَا

ونحن متنا
ومات الناس أجمعهم
عدا الطغاة
فلن تلقى لنا أثرا

لولا الولاية حصن اللائذين بها
ساوى الذي آمنوا إحساس من كفرا

تبقى لنا كوة استشهاده ثلما
والجرح يبقى
ويبقى الحزن معتصرا

نبقي نعاني من الحرمان
ما جعلوا ودِّ الولاية
من إحساس من هجرا

نبقى مع القوم منبوذين
إن لنا أجر المودة في القربى
وما عُذِرا

فالعذر أن تصحب الأعداء
تصبح من أذيالهم
وتعادي الفوز والصَّدَرا

والعذر
سبُّ عليٍّ في منابرهم
ولا اعتذار
فمن قد سادنا قهرا

لكن بنا من بقايا سيف حيدرة
ثمالة
وهي عنا قد قضت وطرا

صرنا حيادرة منها
ومجرحه في الرأس
حوَّل أسيافا لنا مطرا

لسنا نصدُّ الأعادي بعد غائلة
بل نحن نجرفهم كالسيل وانهمرا

وسمت حيدر مدميا
يقابله
سمت لفوحة جرح منه قد عطرا

زكَّى لنا
وغدا داء لقلتنا
عطر الحضور بقاء
زاد وانتشرا

وصار من أمة
أصل الكيان بها
كيان مسجدنا ال شاءوه محتضرا

بمسجد مولد الكرار مبتدأ
ومولد آخر بالدم مبتشرا

تهدمت منه أركان الهدى زمنا
لكنه عاد حصنا في الورى وعرى

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: