برهان النَّظْم
التعريف ببرهان النَّظْمِ
برهان النظم هو من البراهين التي تدلنا على وجود الله سبحانه وتعالى .
و معنى “النظم” هو الائتلاف بين الأشياء لأداء مهمّة معيّنة.ويقابل هذا المعنى “الفوضى”.مثال ذلك :
١ ـ الكلمات : التي تشاهدها على هذه الصفحة رُتّبت لتفهم منها مقاصد معيّنة، فلهذا يقال حول هذه الكلمات: إنّها “منظّمة”.ولو كانت هذه الكلمات منثورة نثراً عشوائياً، لما حصل منها المقصود المطلوب، ولقيل عنها: إنّها “غير منظّمة” .
٢- مواد البناء : إذا رتّبها بانيها على هيئة دار للسكنى، فسيُقال عنها: إنّها “منظّمة” . ولكن هذه المواد لو كُدّست دون ترتيب معيّن فإنّها ستفقد قابليتها للسكنى، وسيقال عنها في هذه الحالة: إنّها “غير منظّمة” .
3 ـ رتّب مخترع جهاز المذياع أدوات هذا الجهاز. لسحب ذبذبات الأصوات التي ترسلها محطّات الإذاعة، فيقال لهذه الأدوات: إنّها “منظّمة” . ولكن هذه الأدوات لو جُمعت وجعلت في صندوق من غير تنسيق فإنّها ستفقد القدرة على سحب ما يذاع من المحطّات، فسيُقال عنها في هذه الحالة: بأنّها “غير منظّمة” .
تقرير برهان النظم
عندما يتأمّل الإنسان في السماوات والأرض وما بينها…فإنّه يرى بأنّها مخلوقة بأحسن نظام وأتقن تدبير.. فيحكم العقل بأنّه: لابدّ لهذا النظام ( في هذا الكون ) من منظّم حكيم . ولابدّ لهذا التدبير من مدبّر عليم . فيثبت بذلك من خلال برهان النظم وجود منظّم حكيم ومدبّر عليم لهذا العالم .
قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): “العجب من مخلوق يزعم أنّ الله يخفى على عباده ، وهو يرى أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقله وتأليف يبطل حجّته” .
تنبيه هام
غاية ما يثبته “برهان النظم” ضرورة وجود “منظّم” و “مدبّر” للعالم فقط،.
لكن يأتي دور الأنبياء فيقولون بأن هذا المنظم لهذا الكون هو الله القدير الحكيم المبدع ، فالأنبياء هم الأدلَّاء على معرفة الله حق المعرفة .
فعالم الوجود – بكل ما يحيطه من العظمة – قائم وفق نظام مستحكم، وقوانين منسجمة، ومقادير محسوبة، ودقة متناهية، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدى إلى دماره وفنائه.
وهذه الدقة المتناهية، والنظام المحير، والخلق العجيب، يتجسد لنا في كل شئ، ابتداء من الذرة الصغيرة وما تحويه من الإلكترونات والنيوترونات والبروتونات، وانتهاء بالنظم الحاكمة على جميع المنظومة الشمسية والمنظومات الأخرى، كالمجرات وغيرها.. إذ أن جميع ذلك يخضع لسيطرة قوانين متناهية في الدقة، ويسير وفق نظام خاص.
ولو بحث الإنسان عن عيب في ( هذا ) الخلق لأعجزه ذلك .
انظر إلى القرآن وهو يبين لنا هذه الحقيقة :
( الذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً مَّا ترى في خلق الرحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ – ثم ارجع البصر كرَّتين ينقلب إليك البصر خاسِئاً وهو حسيرٌ ) [ الملك : 3-4 ]
المصدر : شبكة المعارف الإسلامية ( بتصرف )