مختارات في شهر رمضان – السيد عبد العظيم الحسني – الاستاذ حسن المطوع

السيد عبد العظيم الحسني
رضوان الله تعالى عليه .

التعريف بشخصيته
السيد عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، من علماء السادة الحسنيين ، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بأربع وسائط .
ويعد من كبار المحدثين، وقد عاصر أربعة من أئمة الشيعة في القرنين الثاني والثالث الهجري .
مدفنه في مدینة الري في إيران قرب مدينة طهران .
وقبره مزار معروف ومشهور . ( ١ )

منزلته عند الإمام المعصوم عليه السلام
🔸 روى أبو تراب الروياني قال : سمعت أبا حماد الرازي يقول : دخلت على علي بن محمد الهادي عليهما السلام بسر من رأى ، فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها ، فلما ودعته
قال لي :
يا حماد، إذا أشكل عليك شئ من أمر دينك بناحيتك ، فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، واقرأه مني السلام “. ( ٢ )

ثواب زيارة قبره
روى الشيخ الصدوق بسنده عن محمّد بن يحيى العطار عمّن دخل على أبي الحسن عليّ الهادي عليه السلام من أهل الريّ، فقال له: “أين كنت ؟
قلت : زرتُ الحسين عليه السلام .
قال الإمام الهادي عليه السلام :
( أما إنّك لو زرتَ قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن عليّ عليهما السلام ) . ( ٣ )

لقاؤه بالإمام علي الهادي عليه السلام
عن عبد العظيم الحسني قال :
دخلت على سيدي علي بن محمد عليهما السلام فلما بصر بي قال لي ؛
مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا .
فقلت له :
يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني ،
فإن كان مرضيا ثبتُ عليه حتى ألقى الله عز وجل، فقال الإمام الهادي ( عليه السلام ) : هاتِ يا أبا القاسم .
فقلت: إني أقولُ ( يعني أعتقد )
إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ ، خارج من الحدين ، حد الإبطال وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ، ولا صورة ، ولا عرض ، ولا جوهر ، بل هو مجسمُ الأجسام ، ومصورُ الصور ، وخالقُ الأعراض والجواهر ، وربُ كل شئ ، ومالكه ، وجاعله ، ومحدثه ، و أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، خاتمُ النبيين لا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وإنَّ شريعته خاتمه الشرائع ، ولا شريعة بعده إلى يوم القيامة ، وأقول إن الإمامَ والخليفةَ و وليَّ الأمر بعده أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالبٍ عليه السلام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم أنتَ يا مولاي فقال الإمام الهادي عليه السلام : ومن بعدي الحسن إبني . فكيف للناس بالخلف من بعده ؟
قال: فقلت وكيف ذلك يا مولاي ؟
قال : لأنه لا يُرَى شخصه ، ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرضَ قسطًا وعدلًا كما ملئت جورا وظلما .
قال السيد عبد العظيم : فقلتُ : أقررتُ .
وأقول : إنَّ وليهم وليُّ الله وعدوهم عدو الله ، وطاعتهم طاعةُ الله ، ومعصيتهم معصيةُ الله ، وأقول: إن المعراج حق ، والمسألة في القبر حق ، وإن الجنة حق ، والنار حق ، والصراط حق ، والميزان حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ،
و إن الله يبعث من في القبور ،
وأقول إن الفرائض الواجبة بعد الولايةِ الصلاةُ والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
فقال الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السلام:
يا أبا القاسم هذا والله دين الله ارتضاه لعباده فأثبت عليه . ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . ( ٤ )

ماذا نستفيد من لقائه بالإمام الهادي ( عليه السلام )
نسفيد من هذا اللقاء ما يأتي :

١- يجب أن نعتقد أن الله واحد لا شريك له ليس كمثله شيء . وهو خالق كل شي ، ورب كل شي في هذا الوجود وهذا الكون ومالك كل شيء وخالقه .
٢- يجب أن نعتقد أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله عبده ورسوله خاتم النبيين لا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وأن َّشريعته خاتمة الشرائع ولا شريعة بعده إلى يوم القيامة .
٣- يجب أن نعتقد أن الإمام والخليفة و ولي الأمر بعده بلا فصل هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الحسن المجتبى ثم الحسين الشهيد بكربلاء ثم علي بن الحسين السجاد ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي الجواد ثم علي بن محمد الهادي ثم الإمام الحسن بن علي العسكري ثم الإمام الحجة الخلف القائم المهدي ( عجل الله فرجه ) الذي يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
٤- يجب أنْ نُقِرَّ أنَّ وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله .
٥- يجب أن نُقِرَّ أنَّ المعراج حق والمسألة في القبر حق، و أنَّ الجنة حق والنار حق والصراط حق والميزان حق و أنَّ الساعة آتية لا ريب فيها و أنَّ الله يبعث من في القبور .
٦- ويجب أن نُقِرَّ أنَّ الفرائض الواجبة بعد ولاية علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهم السلام هي الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

————————
١- مركز الإشعاع الإسلامي .
٢- مستدرك الوسائل – الميرزا النوري – ج ١٧ – الصفحة ٣٢١
٣- مركز الإشعاع الإسلامي .
٤- الأمالي – الشيخ الصدوق – الصفحة ٤١٩ .