ما أكثر الله في الحسين للشاعر سلمان عبدالحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

 

ما أكثر الله في الحسين

ما أكثر الله في قلب الحسين
ألا كثر الجراحات
كان الله موجودا

ما أوسع الله
في ساحٍ يضيِّقُها الأعدا عليه
وظنُّوا الأفق مسدودا

وليس أشبه من عرش السما وطنا
مكان يصرعُ
كان العرش مشهودا

وكان ربُّك في أجلى تمثُّلهِ
وبين صحب حسين كان معدودا

الله آمن بالسبط الشهيد
كما قد آمن السبط بالرحمن تحديدا

فكان إيمان أن أعطاه
موقعه وسط الثرى
بمقام بعد ذا شِيدَا

أعطاه في الحسن تدليلا مصغَّره
فدلَّل اسم الحسين الفرع عنقودا

وقال لن يقطعوا العنقود
لو قطعوا منه الوتينَ
أراه الحبل ممدودا

لو عفرَّوه
بذا التعفير مفترش لساحة القدس
وسط العرش تعميدا

يكسو عفيرا
وذا ربُّ العباد كسا باسم الحسين
يباس الأرض أملودا

ألم يقل ربُّكم عن قول أحمد
أن أحب ربَّك من يهواه مقصودا

وقد قصدت حسينا بالهوى
وأنا من لذة الحب
أحيا الله تجسيدا

مجسَّدٌ فيه مصروعا
ومقتطع الأعضاء
أي كاملا قد تمَّ توحيدا

ولتعلموا
أنا وحدَّت الحسين
على قدر الذي فرُّقوا في الجسم
تحييدا

إذ لا حياد
أرى الأشلاء كاملة
وصرت منها أرى في السبط معبودا

ولا حياد
أرى المنحاز
ربُّ عبادٍ
لا يساوي به الباقين معدودا

إذ عدَّ
قالوا فطه كان سابقه
فحيدر فاطم
والمجتبى صِيدا

وكان خامسهم عن فضل أولهم
والفضل فيهم
فلا ما كان تقييدا

هم مطلق الحب
في توحيد صورتهم
تعاهدتها يد الرحمن تعهيدا

فأظهرتهم
بما فوق المقام علا
فوق الجمال
مقام الوصل توكيدا

وقالت الذكر هم ما استذكروا حضروا
قرآنهم حين يتلى كان محسودا

ومن تحسُّدِ هذا الوحي
قد قتلوا فيه الحسين
ال مقاما
كان محمودا

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: