السماء الثامنة للشاعر سلمان عبدالحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

السماء الثامنة

سبعٌ سماواتٌ
ملائِكُ سادنةْ
وبلوغُ قاب العرش فعل معاينةْ

ما احتجتها كي ترتقي للمنتهى
فتراب مصرعك السماء الثامنةْ

لمحمَّدٍ أمسى دنُّو القاب
كي يعطيك أقصاهُ البلوغ مداينةْ

أرجعت دين المصطفى في تربة
أجهدت فيها كي تعيش مساكنةْ

أحرقته بالدمع
منذ ولادة حتى المصارع
في العروج مزامنة

وإذ المقاتل خابيات
لا قتال بها
جنان الدمع
نهر لابنةْ

رابت بياضا فوق محمرِّ الدموع
تقول:
أبشر بالدموع الآمنة

حيث الجنان هي الطفوف
بما تفوق بها الجنان
وللترقِّي ضامنةْ

مولاي
تذبحك السيوف
وننتهي
أن المشاعر في الدموع الساخنةْ

مولاي تطحن صدركم خيل العدا
لنعيش في التوصيف سوق مراهنةْ

مولاي
ثلثه المثلث قلبكم
سهم يطيل لمن دعاك مآذنهْ

يا ليته كان الأذان إلى لوصلكم
ليس الأذان لألف سهم خائنة

يا ليته يدري بقلبك حائرا
في يوم عاشر لا يجيز أماكنهْ

خيم النسا حرم
وليس يجيزها دهما
وتقتله الجراح الواهنةْ

الأخت زينب
لا يجيز حجابها مسا
وفيه مع الكساء مقارنةْ

من شاء ينزعها الحجاب
محارب معَ آية التطهير
روح موازنةْ

لا وزن حتى للسيوف
إذا هوى خدر لزينب
ما بذاك مهادنة

لا عصمة للدم
معصوما بألا يستباحَ
أبحْهُ عيناً آسنة

إن صار يهتك في الحجاب وستره
فالحرب قامت
والشرائع آذنةْ

ومن الأماكن
لا يجيز بها الحسين المسَّ
أجساد افتداء كامنة

مثلا
فعبدالله حصن أبيه نحرا
هل لسهم أن يهتِّك حاصنَهْ

مثلا
يباهل حين يبرز أكبرٌ
ألا يقطَّع
هل حمته ملاعنةْ؟!

ماذا عن العباس
يمنعه البروز
ختامها
يبكي ضياع محاسنهْ

هو ما أجاز أماكنا كثرا
وحرَّمها بساحة كربلا
حيث المعارك طاحنة

لكنه في الا إجازة
قد أجاز
أجاز مقتلة الجنان الصافنة

صفنت بها الأجساد
بعد حرارة في القتل
لست أقول عنها داجنة

هي لا تزال مع الصليل
ووقعها في الحرب
ما عرف الضراب ملاينة

لكنها عرجت إلى ترب
كما عرج الرسول إلى السماء مضاعنة

ذات العروج من العروج
ومنشيء لسماء ثامنة
تلمُّ محاضنة

فبقدر ما حضن الحسين بصدره
بالصدر لامس قاب قوس بائنةْ

حتى يقول:
الصدر ذا صدر الحسين
القاب عن قوسين
ربُّك كاونَهُ

هو للصعود إذا هوى فوق الثرى
ما فوق سابعة السماء مؤاينة

أي لا يحدُّ ولا يؤيَّن جسمه
والأرض مدفنه وليست دافنة

ولأنها السبع السماوات العلا
ما بعدها أفق السماء الداكنة

يختصُّ ترب الطف عما في السما
بحسينها يعطى السماء الثامنة

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: