أحدث المواضيع

“الملح البحري” البحريني.. بلورات بيضاء من طراز “رخيص وقوي”

“الملح البحري” البحريني.. بلورات بيضاء من طراز “رخيص وقوي”

“الملح البحري” البحريني.. بلورات بيضاء من طراز “رخيص وقوي”

تتكدس تلك الأكياس الشفافة التي تتراوح أوزانها من الكيلوغرام إلى 50 كيلوغراما وأكثر حسب الطلب بلونها الأبيض الناصع، وسواء كانت حبيبات ناعمة أو بلورات، فإن مناطق استخراج الملح في سواحل جنوب البحرين، لاسيما منطقة عسكر، ما تزال تستقبل “ملاحيها” من البحرينيين الذين توارث بعضهم مهنة “الملاحة” أبًا عن جد.

مهنة شاقة
وربما يثير ارتباط هؤلاء الملاحين بمهنتهم تساؤلًا: “ما الذي يجبرهم على تحمل الشقاء في استخراج الملح خصوصًا في موسم القيظ؟ فيما سعر الكيلو منه لا يتجاوز 700 فلس، ولربما بيع شوال يزن 50 كيلوغرامًا بسعر يتراوح بين 20 و30 دينارًا؟ فهو سلعة من طراز “رخيص وقوي”، ويسوق المواطن محمد عبدالنبي الإجابة: “والدي من أقدم الملاحين في البلاد، وهذه مهنته منذ أكثر من 40 عامًا، وهي مهنة تراثية ارتبطنا بها من منطلق حرصنا على المحافظة على المهن التراثية، على الرغم من أنها مهنة شاقة للغاية خصوصًا في مثل هذا الوقت من العام، حيث يجمع الملاحون الملح البحري تحت أشعة الشمس الحارقة والرطوبة الشديدة”.

أعلى جودة 
ويشير إلى أن عملية استخراج الملح مستمرة طوال العام من السواحل في المنطقة الجنوبية التي تتميز بأفضل أنواع الملح البحري نقاوة وجودة، وربما تتوقف في موسم الشتاء عند هطول الأمطار، فالملح أساسًا ينتج عن تبخر مياه البحر، لكنه أعلى جودة من سائر أنواع الملح المصنعة أو المعالجة لاحتوائه على المعادن ما يجعل له خصوصية في المذاق لاستخدامات الطهو.

استخدامات متعددة 
ويبدأ الملاحون عملهم في رفع الملح الذي يكون على هيئة بلورات أو حبيبات متفاوتة النعومة منذ الصباح الباكر، وبعد تجفيفه بطرق يتقنها الملاحون، يتم تخزينه ومن ثم بيعه، فهناك نوع جيد يباع للاستهلاك الآدمي يتراوح سعر الكيلو منه بين 500 و700 فلس، وهناك نوع يستخدم في أغراض أخرى كعلف للحيوانات أو لتجفيف السمك والروبيان أو في تجفيف وصقل الجلود الحيوانية، وبعض المعامل تستخدم الملح البحري للتعقيم كما هو الحال في تعقيم الأواني أو قناني المشروبات، وقد يصل سعر 10 كيلوغرامات منه إلى 3 أو 4 دنانير.

ارتباط بالبحر ومواكبة للزمن
بعض الملاحين أصبحوا يعرضون الملح البحري في حسابات التواصل الاجتماعي، وكما يصف محمد عبدالنبي، فإن سوق الملح البحري البحرينية لا تتوقف، فهناك الزبائن الذين يبتاعونه باستمرار، ولهذا يرى طريقه إلى المستهلكين في عبوات مصممة تصميمًا جميلًا للكميات الصغيرة، أو في أكياس خاصة تحافظ على مقومات الملح الذي يباع بسعر زهيد على الرغم من مشقة مراحل إنتاجه، لتبقى مهنة “الملاح” شاهدة على ارتباط أهل البحرين بالبحر.

المصدر صحيفة البلاد : العدد 5427 الخميس 24 أغسطس 2023

شارك برأيك: