بين نحرين للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

ثـقـلُ الـحـديـد يـجـرُّ شُـمَّ رقــابِ
والـسـجـنُ مـأخــوذ بـنـور مـهـابِ

لا القيد أحنى هـامـة ولـو انحنتْ
هي قوس شمس ساطع بغيـابِ

لك عزة ذا شأن مثلك في الـورى
لـمـا يــعـيــش بـمـحـنـة وعــذابِ

ولـنـا دمـوع الضعـف تـلـك غـريـزة
نـعـيُ الـعـظـيـم لـحـرقـة بمصابِ

أبكيك فوق الجسر ملقى سيدي
وحـديـدكــم نـعـي بـثـقـل خِطابِ

حــزنــي إمــام الـرافـضـيـة كُـلُّــهُ
رفـــضٌ وإنْ مــن دمـعـة الـغــلابِ

إنْ لــم يـرقَّ لــك الـفـؤاد إمـامـنـا
فـالـدمــعُ فـيـه تــصـنُّــع الـكــذَّابِ

أنـا فـيـك وطـئّـتُ الـدمـوع وقبلهـا
نـفـسـي وقد غاليتُ في تنحابـي

وأرى بـسجنـك سجن أهلـي إنـه
مـفـتـاحُ عـشـقـي للبلا ورغـابـي

إنْ كان سادات الـورى قـد قـدَّمـوا
أرواحـهـم والـسجـنُ بعـض طِـلابِ

فـحـمـاسـة الأتباع أنَّ الـمـقـتـدى
كــان الــمــقــدّم لا مـــن الأذنـابِ

يا كاظمـا جعل السجون ملاذ مـن
يـأبـى عـلـى الــظــلاّم ردَّ جــوابِ

الـسـجـن لـهـو أحـبُّ إذ تدعوننـي
لـلـظـالـمـيـن أكـون شـرَّ مُـحـابـي

إنْ لـم تـكـن أرضي بها شرعـيتـي
فـالـسـجـن وهـو مغاضب لنصابـي

أبــتــزُّ مـنــه قـصـوركـم بـتـمــرُّدي
نَــزْعٌ إهــابــكــمُ وظـــلَّ إهـــابــي

قـد أشـتـهـي وِردَ الـدمـوع تَـرقُّـقـاً
أبـكـي الـذي يمضي من الأصحابِ

لـكـنْ بـدمـعـي لا أقـايـض ذلَّــتــي
ثـمـنـا فـدمـعـيَ لو عَـلِمْـت حرابي

هـو مـدخـلٌ لـلـثـأرِ مـن جـلاَّدِهِــم
وكــتــابُ دمـعـــيَ قُــوَّةٌ بــكــتــابِ

إذ ذاك دعْ نـعـيـي يـبـاشر محنتي
ويكون في ليل المصـابِ خـضـابـي

أنـا عاشـق تصورير مشهد ثـكـلـنـا
فــبــه الــتــحــدِّي قـــارع الأبــوابِ

في أُهـبـةٍ والـنـاس صمـتُ تـرقُّـبٍ
عــن فــرحــة مـرصـوفـة الأعـتــابِ

والـظـنُّ جـمـعـتـنـا بهـا عيد الـورى
فالشمـس تـخـرج مـن ظلام تـرابِ

مـمـا يـسـمـى عـنـدهـم طـامــورة
طـمــروا بـهـا قـمـرا بـلـيـل خـابــي

هو ظنهم، لمْ لا؟! أليست جمعة؟!
وبــهــا يــكــون تـجـمُّــع الأحــبــاب

لكن .. على حال المسرة؟! ظنهـم
هـــذا وفـــرحــتــهــم بـــلا أهــدابِ

يـا كـذبــة الإفــراج تــصــديــق لـهــا
بــتــكــاذب وبــفُــرجـــةٍ لـــســـراب

الـكـاظـم الـمـحـمـول هذا أصدق الـ
أنــبــاء صــدمــة عــاشــق مــرتــاب

حــمــلــوه أربــعــة لـجـسـر رصـافـة
رصــفَ انـتـظــار الــقـوم بــالأنــيــابِ

سـجُّــوه إذ كــان الـتـرقُّــبُ غـفــلــةً
والـجـسـر أضـحـى مـعـبـرا لـمـتــابِ

نــادوا إمـــام الــرافــضــيــة هـاهـنــا
فـوعـى الـصـحـاب لـسـكـرة الأنخابِ

هـو ذا الإمـام وشـمسـه فـي رأسـه
والـنـحـر فـي ثـقـل الـحـديد الـنـابـي

هـذا الـمـسـجـى كـالحسيـن بكربـلا
مـقـطــوع نــحــر ذاك ذا بــحـــجـــابِ

ارفـعْ عـن الـنـحـر الـحـديـد بـيــاضـــه
يــغـري الـرسـول بـلـثـمـة الإخـصــاب

فـكـمـا بـكـا الـنـحـر الـقـطـيـع بـكــاؤه
الـنـحـر الـمـقـيَّـدَ والــدمــوع تُــرابِـــي

ودمـوعـنـا مـن دمــعــه مــا جُـفِّـفَـــتْ
طـــلـــبـــاً لأجــــرٍ أو جـــزيــــلِ ثــوابِ

تعزيتي بوفاة مولانا المغيب في قعر السجون الإمام موسى الكاظم (ع) .. بما يواسينا في أحبتنا الأسرى والمساجين

شارك برأيك: