كلمة وفاء في تدشين كتاب خادمة الحسين فاطمة بنت زبر
بقلم الاستاذ يوسف مدن
تشرف شرفاء المثقفين الكرام بخدمة المرأة ودعم خطواتها وتكريم جهودها الإنسانية النبيلة، وقد اجتمعت نصرتهم على مؤازرة النساء من مختلف أطيافهم، بيد أن بعضا من هؤلاء المثقفين غفل عن عمد أو تجاهلا دور بعض النساء الصامتات اللواتي أفنين أعمارهن في خدمة معتقداتهن الدينية، وقيم السماء ومبادئها الإنسانية، فالكثير منهم، بل وغالبيتهم نسوا هذا الصنف العامل من النسوة اللواتي دون ضجيج، وقد آثرن خدمة أهل البيت (ع ) بخاصة الإمام الحسين بعيدا عن الأضواء.
وكان من حظ أخينا العزيز أبي باسل الدكتور علي بن عبد الله بن أحمد الديري البحراني أن لفت انظارنا إلى عدد من النسوة خادمات الحسين، وإلى قيمة الجهد الذي كتبناه بهدوء، وفي معاناة مضنية أخذت منهم زهرة شبابهن، وإن عابه لسوء الحظ بعض الحمقى منا،وكان له شرف السبق ،إذ كان مبدؤه – أعزه الله – نصرة المرأة المجاهدة والمكافحة والعاملة من أجل تحقيق أهدافها ومؤازرة جهودها، وكان انتقاؤه للكتابة عن هذا الصنف موفقا ابتدأه مع عدد من نساء الجيل الخادمات بإخلاص وحسن نية في تاريخ النهضة الحسينية ، أو ممن قدمن في تاريخهن جهودا ملحوظة وبارزة في المجال القيمي والتربوي والإنساني، ولقد أصدر دكتورنا علي الديري سلسلة من كتب السيرة عن تاريخ عدد من النسوة المغفول عنهن، وعن أدوارهن، ومنهن:
1- المرحومة سلام سلوم.
2- وكتاب (سيرة ألف لا شيلة.. سيرة تقية)
3- وسيرة ام السادة.
4- وسيرة مكية بنت منصور
5– وسيرة الملاية بنت مزعل.
6 – وسيرة بنت زبر، وهو الإصدار الأخير في سلسلة تراث النسوة
وهناك الكثير ممن ينتظر دراسة سيرتهن الذاتية .
وبذلك فتح صديقنا العزيز بابا منصفا لتمجيد صنف من نسائنا اللواتي تردد بعض المثقفين في نصرتهن ومؤازرة انجازاتهن تجنبا من وصف القاصرين لهم بالرجعية، فكان أبا باسل شجاعا في فهم دوافع نشاطهن، وفي تقديرهن، واليوم يضيف أبو باسل جهدا معرفيا بإصداره السادس عن سيرة وتاريخ امرأة فاضلة هي المرحومة الحاجة فاطمة بنت زبر بن أحمد بن زبر البحرانية، وقد وصفها في عنوان دراسته لها بخادمة الحسين طيب الله ثراها الزاكي.. ولنا أن نفخر مرتين:
مره بنسائنا الفاضلات ،وجميل صنائعهن اضافات إنسانية تركت بصماتها في عمود الزمن.
ومرة أخرى بدكتورنا العزيز علي وشجاعته، وعدالته في تقدير إنجازاتهن، وأجزم قاطعا أنه رضع من جهد هؤلاء النسوة وغذائهن الروحي والوجداني ما قدره الله له من قيم الخير والحق وجمال الشرف، والإقرار الأخلاقي منه بإنجازهن، فآثر الدكتور علي توثيق ما تيسر له من جهدهن ببراعه وصدق كلماته لأكثر من عقد من هذه الألفية ، وهذا شرف له نسأل الله له أن يحسن مكافأته.
فجزاه الله خيرا عنا، وعنهن، وعن خدماتهن المخلصة في مجال الخدمة الحسينية، وما ارتبط بها من تراث وجداني وفكري وتاريخي، وكتبنا هذه الكلمات تقديرا لوفائه لهن.
يوسف مدن
نويدرات- البحرين
2 / فبراير 2024 م