وقف الخيال للشاعر عبد المنعم الشايب

الأستاذ عبد المنعم الشايب
الأستاذ عبد المنعم الشايب

مولد الحجة (ع)

وقف الخيالُ بنثرهِ وبشعرهِ
عيًّا وإن روّاهُ كاملُ بحرهِ

ماذا يقول بمولد الطّهر الذي
ملأ الوجودَ بنورهِ وبسحرِه

تُتْلَى مع الإعجازِ آيةُ فضلهِ
وتُعانقُ الإشراق طلعةُ فجرهِ

ها قد أتى بجمالِ طهَ زاكيًا
لتعطرَ الأجواءَ بسمةُ ثغرِهِ

فأتى الأمينُ لمهدهِ مُتبتّلاً
وأطال للمعبود سجدةَ شُكرهِ

أشعاعُ دينُ الحبِّ أم سَبْحُ الهدى
قد شقّت الظلماءُ آيةُ طُهرِهِ

أم أنهُ القرآنَ عاد مُنزّلا
والنصفُ من شعبانَ ليلةُ قدرهِ

يا غائبًا عن جنّةِ الأحياء قُلْ
للزهرِ كيفَ تعودُ نفحةُ عطرهِ؟

لا تختبر صبرًا لنا فلطالما
تقسو على الولهان ساعةُ صبرهِ

ما حالةُ القلبِ المعذّب بالهوى
إنْ ضجّتِ الأوجاعُ داخلَ صدرِهِ

هو في شكايتهِ كليلٍ حالكٍ
يشكو مع الأيّام غيبةَ بدرِهِ

يا أيها العِقدُ الفريد بما احتوى
من زَهْوِ إعجاز السّنا في درّهِ

أولم يحن ميعادُ يوسفَ راجعًا
فإلى متى يبقى بداخل بئره؟

قم سيدي فالبيتُ حارَ ولم يجد
عجزًا يسكّنُ صرخةً من صدْرهِ

إن كنتَ إخفاتَ القلوب بأنةٍ
فالفرضُ أطلقَ شوقَه في جهرهِ

لا تنزع الأرواح من أجسادها
فالغصنُ لا ينمو بفُرقة جذرهِ

إن كنتَ فردًا آنسًا بغيابهِ
فالبعدُ حزنٌ للوجودِ بأسرهِ

الأرضُ قفراءٌ وجذعٌ يابسٌ
والنخلُ يشكو علقمًا في تمرهِ

والبحرُ دمعٌ مُذْ جَفاه تموّجٌ
طالت أيا مولاي حالةُ جزرهِ

هذا هو الأفُقُ الرحيب وشأنه
كالبحر والله العليمُ بسرّهِ

والحبُّ خلف منصةِ الورد هوَى
وتوضأوا للفرض من دم نحره

قتلوا الجمال وكم سؤالٍ يعتلي
أين الفقاريُّ المعدُّ لِثأره؟

من ذا يعيدُ النورَ في كبد السما
والنجمُ مَن يُهديه نحوَ مَقرّهِ

قم منقذًا يابن الغطارفة الذي
ما ملّت الجمعات نُدبةَ ذكره

تشتاقُك الأبصار يابْنَ مُحمّدٍ
والعصرُ كم يشتاق سيدَ عصرِه

كلُ الأنامِ كشاعرٍ في مدحِكُم
وتخطُّ رُغم الريحِ ريشةُ حبرهِ

تمضي بحبر دمائها يا سيدي
عهدًا يُؤكدُهُ الفؤادُ بعشرهِ

أنْ ليسَ إلا أنتَ وجهُ إلهِنا
سُبحانَ مَنْ سوّاك صاحبَ أمرهِ

شارك برأيك: