أحدث المواضيع

مختارات في شهر رمضان -النبي أيوب وزوجته الصابرة – الاستاذ حسن المطوع

النبي أيوب وزوجته الصابرة

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز :
[وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ] سورة ص – الآية ٤٤

مقدمة
لما أنعم الله على نبيه أيوب عليه السلام بالعافية وبرئ من المرض الشديد الذي أصابه ، وبعد هذا الشفاء أعاد الله عليه جميع نعمه وأمواله التي افتقدها أثناء المرض .

لماذا أعاد الله جميع نعمه على أيوب؟؟
🔹إن هدف إعادة النعم الإلهية على أيوب تحدد بأمرين وهما :
الأمر الأول : (رحمة منا) والتي كان لها صبغة فردية، وفي الحقيقة إنها مكافأة وجائزة من البارئ عز وجل لعبده الصابر المقاوم أيوب.
الأمر الثاني :
إعطاء درس لكل أصحاب العقول والفكر على طول التأريخ لأخذ العبر من أيوب، كي لا يفقدوا صبرهم وتحملهم عند تعرضهم للمشاكل والحوادث الصعبة، وأن لا ييأسوا من رحمة الله، بل يزيدوا من أملهم وتعلقهم به.

النبي أيوب يُقَدِّرُ زوجته الوفية
🔹المشكلة الوحيدة التي بقيت لأيوب (عليه السلام) هي قَسَمَهُ بضرب زوجته، إذ كان قد أقسَمَ أيام مرضه لئن برئ من مرضه ليجلدن امرأته مائة جلدة أو أقل لأمر أنكره عليها، ولكن بعدما برئ من مرضه رغب أيوب في العفو عنها احتراما وتقديرا لوفائها ولخدماتها التي قدمتها إليه أيام مرضه، ولكن مسألة القَسَمِ بالله كانت تحول دون ذلك.

الله يشمل أيوب بألطافه ورحمته
🔹وهنا شمل البارئ عز وجل أيوب (عليه السلام) مرة أخرى بألطافه ورحمته، وذلك عندما أوجد حلا لهذه المشكلة المستعصية على أيوب قال تعالى : ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث.)
” ضغث ” تعني ملء الكف من الأعواد الرقيقة، كسيقان الحنطة والشعير أو الورد وما شابهها.
🔹على أية حال، فإن زوجته كانت تستحق الجزاء من هذا الجانب، أما من جانب وفائها وخدمتها أيوب طوال فترة مرضه فإنه يجعلها تستحق العفو أيضا.

إحترام إسم الله جلَّ وعلا
حقا إن ضربها بمجموعة من سيقان الحنطة أو الشعير لا تعطي مصداقا واقعيا لحلفه، ولكنه نفذ هذا الأمر لحفظ احترام اسم الله، والحيلولة دون إشاعة مسألة انتهاك القوانين، وهذا الأمر ينفذ فقط بشأن الطرف الذي يستحق العفو، وفي الموارد الأخرى التي لا تستحق العفو لا يجوز لأحد القيام بمثل هذا العمل .
—————————
راجع الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي – ج ١٤ – الصفحة ٥٢٦

شارك برأيك: