مختارات في شهر رمضان – حوار المأمون والرضا (عليه السلام ) – الاستاذ حسن المطوع

حوار المأمون والرضا (عليه السلام )

🔹هذا اليوم هو السادس من شهر رمضان ذكرى تنصيب الإمام الرضا وليا لعهد المأمون العباسي على رواية .

🔹روى أبو الصلت الهروي :
إن المأمون قال للرضا علي بن موسى (عليه السلام) يابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني .

فقال الرضا (عليه السلام) بالعبودية للّه عز وجل أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى .

فقال له المأمون: إنّى قد رأيت أنّ أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك!
فقال له الرّضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك تجعل لي ما ليس لك .

فقال له المأمون : يابن رسول الله لابُد لك من قبول هذا الأمر .
فقال لستُ أفعلُ ذلك طايعاً أبداً …
فما زال يجهد به أياماً حتى يَئس من قبوله له .

فقال المأمون للإمام الرضا : فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي .
فقال الرضا (عليه السلام) : والله لقد حدّثنى أبى عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّى أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسّم مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد .

فبكى المأمون ثم قال له : يابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ ؟
قال الرّضا (عليه السلام) أمّا انّي لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلتُ .
فقال المأمون يابن رسول الله إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنّك زاهدٌ في الدنيا .
فقال الرضا (عليه السلام) : والله ما كذبت منذ خلقني ربّى تعالى وما زهدتُ في الدنيا للدنيا وانّى لأعلم ما تريد .
قال المأمون وما أريد؟
قال الرضا عليه السلام : الأمان على الصدق ؟
قال المأمون : لك الأمان .
قال تريد بذلك أن يقول الناسُ إنّ علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا ، بل زهدت الدنيا فيه ، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة ؟

فغضب المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبداً بما أكرهه وقد آمنتَ سطوتي فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك ، فإن فعلت وإلا ضربتُ عنقك .
فقال الرضا (عليه السلام) قد نهاني الله عزّ وجل أن ألقى بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أن لا أُوَلِّي أحداً ولا أعزلُ أحداً ولا أنقضُ رسماً ولا سنةً ، وأكون في الأمر بعيداً مشيراً .
قال أبو الصلت الهروي ( فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهةٍ منه ) 1

🔹قد ورد في روايةٍ في هذا اليوم وهو يوم بيعة المأمون العباسي للإمام الرضا عليه السلام مضمونها أنَّ من صلى ركعتين يقرأ في كل منهما الحمد وسورة قل هو الله أحد خمسًا وعشرين مرة ، فقد أدَّى شكر نعمة ظهور حق
الإمام عليه السلام . 2
—————————-
1-مسند الإمام الرضا عليه السلام / للعطاردي / ج1 / ص 67 .
أدعية شهر رمضان المبارك – دار الأضواء

شارك برأيك: