خديجة بنت خويلد
مقدمة
يوافق اليوم العاشر من شهر رمضان ذكرى وفاة السيدة خديجة عليها السلام على رواية .
سيرتها عليها السلام
خديجة الكبرى عليها السلام هي خديجة بنت خويلد ، والشهيرة بأم المؤمنين أيضاً، كونها زوجة النبي ووالدة السيدة فاطمة عليها السلام ، وهي أول امرأة تزوجها النبي – في الجاهلية- وأول الخلق إسلاماً بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة غير علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكانت من سادات قريش وأشرافها وتُدعى في الجاهلية الطاهرة ولقّبها النبي بالكبرى، وذكر التاريخ أنها ولدت حوالي عام 68 قبل الهجرة.
تزوجها النبي وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فولدت له القاسم (وكان يكنّى به) وعبد الله (وهو الطاهر والطيب) وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ویرى بعض الباحثين أن فاطمة الزهراء هي البنت الوحيدة للنبی ، وسائر البنات ربائبه.
فضلها ومكانتها
١- عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول: [ سيدات نساء أهل الجنة أربع ، مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله)، وخديجة وآسية ] .
٢- كان النبي صلى الله عليه وآله شديد الحب لها، ولم يفتأ يذكرها، ويثني عليها. وكان يردّ على من كانت تقول له إنّ الله أبدلك بخير منها: «لا واللّه ما أبدلني اللّه خيراً منها، آمنت بي؛ إذ كفر الناسُ، وصدّقتني، وكذّبني الناسُ، وواستني في مالها؛ إذ حرمني الناسُ، ورزقني اللّه منها أولاداً؛ إذ حرمني أولاد النساء».
جهادها بثروتها المالية
وقفت السيدة خديجة عليه السلام إلى جانب النبي مساعدةً ومعاضدةً ومخلصةً حتى أنفقت ثروتها الطائلة في نجاح الرسالة وتحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها صلى الله عليه وآله . .
وكان النبي صلى الله عليه وآله
١- يعتق بأموالها الرقيق ( العبيد ) .
٢- ويؤدي الديون عن المديونين .
٣-ويساعد الفقراء .
٤- ويمدّ يد العون إلى المحتاجين .
٥- وكانت أموال خديجة (عليها السلام) وأموال أبي طالب مصدر انفاقه في شعب أبي طالب عندما فرضت قريشٌ الحصار الظالم على النبي وأهل بيته ومن آمن به وأسلم ،
حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما» .
موقف تاريخي شاهدٌ على إنفاق خديجة عليها السلام
ومن الشواهد على أن السيدة كانت تنفق أموالها أثناء الحصار أن أبا جهل بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي حكيم بن حزام بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ، ومعه في الشّعب .
فتعلّق به، وقال له : أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة.
فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله ؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري : طعامٌ كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثتْ إليه فيه، أفتمنعهُ أن يأتيها بطعامها ؟
وفاتها عليها السلام
ذكرت المصادر أن السيدة خديجة عليها السلام توفيت في السنة العاشرة للبعثة وقبل الهجرة من مكة إلى المدينة بثلاث سنين .عن عمر – حسب أكثر المصادر- ناهز الخامسة والستين .
وقال ابن سعد وغيره من الباحثين :
إنها توفيت في شهر رمضان من السنة العاشرة ، فنزل ( صلى الله عليه وآله) عند دفنها في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، في مقبرة المعلى من جبل الحجون، وكان قد كفنها برداء له ثم برداء من الجنة . 1
السيدة خديجة تبكي على الزهراء عند وفاتها
قالت أسماء بنت عميس رضي الله عنها تخاطب النبي صلى الله عليه وآله : كنتُ حضرتُ وفاة خديجة فبكت عند وفاتها .
فقلت لها: تبكين وأنت سيدة نساء العالمين ، وزوجة رسول الله ، ومبشرة على لسانه بالجنة ؟!! ،
فقالت ( خديجةُ ) : ما لهذا بكيتُ ، ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها ، وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف ان لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ .
فقلتُ لها : يا سيدتي ، لك عهد الله عليّ إن بقيتُ إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامكِ في ذلك الأمر .
فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله . 2
—————-
1- راجع الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام .
2-راجع أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج ١ – الصفحة 380