مختارات في شهر رمضان – بابُ حِطَّة – الاستاذ حسن المطوع

بابُ حِطَّة

التعريف به
باب حطة هو الباب الذي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوا منه الأرض المقدسة ويقولوا حين الدخول حطة، لِيغفر لهم ذنوبهم، وقد ورد في بعض الروايات الواردة في المصادر الشيعية والسنية تشبيه الإمام علي وأهل البيت بهذا الباب.

تشبيه أهل البيت ( عليهم السلام ) بباب حطة
قد ورد في المصادر الشيعية تشبيه أهل البيت بباب حطة، كما نُقل عن النبي :
مَنْ دَانَ بِدِينِي وَسَلَكَ‏ مِنْهَاجِي‏ وَاتَّبَعَ سُنَّتِي فَلْيَدِنْ بِتَفْضِيلِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عَلَى جَمِيعِ أُمَّتِي فَإِنَّ مَثَلَهُمْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ.[1]
وكذلك نقل أبو سعيد الخدري عن النبي في المصادر السنية:
أن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائل من دخله غفر له.[2]

وقيل في وجه التشبيه:
أن الإمام علي وأهل البيت مقاييس وموازين إيمان أمة النبي كما كان باب حطة مقياس وميزان إيمان بني إسرائيل،[3] وأن كلّ من لجأ إلى باب حطة غُفر له وكذلك أهل البيت فمن لجأ إليهم نجا.[4]

بابُ حطة على لسان الأئمة ( عليهم السلام )

🔻وفي تفسير العياشي: عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: ” وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ” قال: قال أبو جعفر عليه السلام: نحن باب حطتكم .
🔻و في تفسير الإمام العسكري: قال أمير المؤمنين عليه السلام: هؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطة وأنتم يا معشر أمة محمد نصب لكم باب حطة أهل بيت محمد عليه السلام، وأمرتم باتباع هداهم، ولزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم، وليزداد المحسنون منكم، وباب حطتكم أفضل من باب حطتهم، لان ذلك كان بأخاشيب ( باب خشب كما في المصدر ) ونحن الناطقون الصادقون المؤمنون .( 5 )
🔻قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألا وإني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون ، وكباب حطة في بني إسرائيل وكسفينة نوح في قوم نوح .( 6 )

<

p style=”text-align: justify;”>
الإمامُ عليٌ عليه السلام يُذَكِّرُ المسلمين بحقه
🔹بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، وبعد أن أُقصِي أمير المؤمنين عليه السلام عن حقه ومنصبه ، لم يزَلْ يذكِّر المسلمين بحقه في الولاية والخلافة في كل وقتٍ و ومكانٍ .
ومِن ذلك ما كان في يوم الرَّحبةِ .
فما هو يوم الرَّحبةِ و ما المقصود منه ؟


المقصودُ بيوم الرَّحبةِ
الرحبة هي الأرضُ الواسعة ، و الساحة التي تكون بين أفنية البيوت ،
كما و تُطلق على باحة المسجد .
و قال العلامة الطريحي (رحمه الله) : ” الرَحبةُ محلةٌ بالكوفة . 
[ و يومُ الرَّحْبَة هو اليوم الذي جمع الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) الناسَ في رَحْبَة الكوفة ــ عندما نُوزِعَ في الخلافة ــ بعدما تولى الخلافة ، و ناشدهم على
أن يقوم كلُ مَنْ شَهِدَ و سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير ، و استشهدهم قائلا :
“أُنشِدُ الله كل امرئ إلا قام و شهد بما سمع ـــ أي بما سمع من رسول الله يوم الغدير ــ و لا يقم إلا من رآه بعينه و سمعه بأذنيه” .
فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا ، فشهدوا ] 7
——————
1- الأمالي للصدوق ص 74
2- الصواعق المحرقة ج 5 ص 179
3- جواهر الكلام للحسيني ج2 ص 167
4- شرح غرر الحكم ج6 ص 186
5- بحار الأنوار- ج 23- الصفحة 122
6- الكافي – الشيخ الكليني – ج 8 – الصفحة 30
7- مركز الإشعاع الإسلامي .
——————-
فائدة لغوية حول كلمة الرحبة
من المعجم الوسيط :
١- رحَّب به ترحيباً : دعاه إِِلى الرَّحْب والسّعة.
٢- فلان رَحْبُ الصدر: واسع الصدر .
٣- فلان رَحْبُ الذراع: واسع القوّة عند الشدائد .
٤- فلان رحبُ الذراع والباع: سخيّ. ٥- فلان رحب الراحة: واسعها كبيرها، وكثير العطاء.
٦- فلان رحبُ الفهم: متّسع العقل