مختارات في شهر رمضان -الفرق بين الإسلام والإيمان – الاستاذ حسن المطوع

الفرق بين الإسلام والإيمان

{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ( 14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ( 15) سورة الحجرات .

سبب النزول
ذكر كثير من المفسرين أنه قد ورد المدينة جماعة من ” بني أسد ” في بعض سنين الجدب والقحط وأظهروا الشهادتين على ألسنتهم أملا في الحصول على المساعدة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا للرسول أن قبائل العرب ركبتْ الخيول وحاربتكم ، إلا أننا جئناك بأطفالنا ونسائنا دون أن نحاربك ، وأرادوا أن يمنوا على النبي عن هذا الطريق .
فنزلت الآية آنفة الذكر وكشفت أن إسلامهم ظاهري ، ولم يتغلغل الإيمان في أعماق قلوبهم ، ثم إذا كانوا مؤمنين فما ينبغي عليهم أن يمنوا على الرسول بالإيمان ، بل الله يمن عليهم أن هداهم للإيمان .
ولكن سبب هذا النزول لهاتين الآيتين لا يمنع من عمومية مفهوم الآية .

الفرق بين الإسلام والإيمان
في هاتين الآيتين الشريفتين بيانٌ لحقيقة الإيمان إذ تقول الآية الأولى : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .
وطبقا لمنطوق الآية فإن الفرق بين  ( الإسلام ) و ( الإيمان ) هو

١- الإسلام له شكل ظاهري قانوني ، فمن تشهد بالشهادتين بلسانه فهو في زمرة المسلمين وتجري عليه أحكام المسلمين .
٢- أما الإيمان فهو أمر واقعي وباطني ، ومكانه قلب الإنسان لا ما يجري على اللسان أو ما يبدو ظاهرًا .

لماذا ؟
لأن الإسلام ربما كان عن دوافع متعددة ومختلفة بما فيها :
-الدوافع المادية .
-والمنافع الشخصية .
إلا أن الإيمان ينطلق من دافع معنوي ، ويسترفد ( يأخذ مصدره ) من منبع العلم ، وهو الذي تظهر ثمرة التقوى اليانعة على غصن شجرته الباسقة .
🔹 وهذا ما أشار إليه الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم في تعبيره البليغ الرائع في قوله :
( الإسلام علانية ، والإيمان في القلب ) .
🔹كما إنا نقرأ حديثا آخر عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيه :
( الإسلام يحقن الدم ، وتؤدَّى به الأمانة ، وتُستَحَلُّ به الفروجُ ، والثواب على الإيمان )

شرط قبول الأعمال ” الإيمان “
هذه الآية محل البحث تقول :
وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا وسيوفيكم ثواب أعمالكم بشكل كامل ولا ينقص منها شيئا . وذلك لأن ( إن الله غفور رحيم )
وهذه العبارة الأخيرة في الحقيقة إشارة إلى أصل قرآني مسلَّمٌ به  وهو أن ( شرط قبول الأعمال الإيمان )
إذ مضمون الآية أنه إذا كنتم مؤمنين بالله ورسوله إيمانا قلبيا وعلامته طاعتكم لله والرسول فإن أعمالكم مقبولة ، ولا ينقص من أجركم شئ ، ويثيبكم الله ، وببركة هذه الأعمال يغفر ذنوبكم لأن الله غفور رحيم .

علامات الإيمان
وقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )
هذه الآية تبين علامات الإيمان وهي :

١- عدم التردد في مسير الإسلام .
٢- الجهاد بالأموال .
٣- وهذه العلامة هي أهم من الجميع وهي الجهاد بالنفس .

———————
راجع الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي – ج ١٦ – الصفحة ٥٧٤ .
🔹وفيه تفاصيل مهمة ينبغي الإحاطة بها .

شارك برأيك: