مختارات في شهر رمضان – وأشرق نور الجواد – الاستاذ حسن المطوع

وأشرق نور الجواد

مقدمة
بعد أن استشهد الإمام الرضا عليه السلام ، كان الإمام بعده إبنه الإمام محمد الجواد عليه السلام .
المحنة التي واجهت الكثير من الشيعة في تلك الفترة هو أن الإمام الجواد كان صغيرًا ، فهو ابن سبع سنين .. عندها حدثت مشكلة عند بعض الشيعة .
فكيف بصبي صغير ابن سبع سنين
يكون هو الإمام ؟ دعونا نتعرف ماذا حدث .

العاصفة الشديدة
عمره سبع سنوات لما توفي عنه والده الإمام الرضا عليه السلام . حينها ثارت عاصفة شديدة حول القول بإمامة الإمام الجواد  بأبي وأمي .
فانقسم الناس إلى ثلاث طوائف
🔻الأولى : طائفة قالت بإمامته والتزمت بخط الإمامة وهي الأكثر عددا .
🔻الثانية : طائفة رجعت إلى قول الواقفة ورجعوا عما كانوا عليه من إمامة الرضا .
🔻الثالثة : طائفة قالت بإمامة أحمد بن موسى ، وزعموا أن الرضا وصَّى إليه .

🔹قال الشيخ المفيد : واعتَلَّ
( يعني انحرف ) الفريقان الشاذَّان ( يعني الطائفة الثانية والثالثة ) عن أصل الإمامة بصغر سن أبي جعفر عليه السلام .ثم ناقش الشيخ المفيد قول الطائفتين وردَّ عليهما وفنَّد ادعاءهما
الكاذب . [ 1 ]

🔹أما الشيخ المجلسي فقد نقل وصفًا لمجريات تلك المرحلة الزمنية فقال :
كان وقت الموسم ( يعني موسم الحج ) فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا فخرجوا إلى الحج وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام ، فلما وافوا ( وصلوا المدينة ) أتوا دار أبي جعفر الصادق لأنها كانت فارغة ودخلوها وجلسوا على بساط كبير وخرج إليهم عبد الرحمن بن موسى فجلس وقام مناد وقال هذا ابن رسول الله فمن أراد السؤال فليسأله فَسُئِل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب ، فورد على الشيعة ما حيرهم وغمهم واضطربت الفقهاء وقاموا وهموا بالانصراف وقالوا في أنفسهم لو كان أبو جعفر عليه السلام يكمل جواب المسائل لما كان من عبد الله ما كان ومن الجواب بغير الواجب .

دخول الإمام الجواد ( عليه السلام )
فَفُتِح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفق (الخادم أو الحاجب ) وقال :
*هذا أبو جعفر ( الإمام الجواد ) فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه فدخل (عليه السلام) وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان ، وامسك الناس كلهم ( سكتوا ) ، فقام صاحب المسألة فسأله عن مسائله فأجاب عنها بالحق ففرحوا ودعوا له واثنوا عليه وقالوا له : ان عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت .
فقال الإمام الجواد :
لا إله إلا الله يا عم ، إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يديه ، فيقول لك :
لِمَ تفتي عبادي بما لم تعلم وفي الأمة من هو أعلمُ منك ؟ .

قصة اسحق بن اسماعيل
وكان إسحاق بن إسماعيل ممن حج في جملتهم في تلك السنة .
قال إسحاق : فأعددتُ له ( للإمام الجواد ) في رقعةٍ عشرَ مسائل ، وكان لي حَمْل ( يعني أن زوجته حامل ) فقلت في نفسي إن أجابني عن مسائلي سألته ان يدعوا الله أن يجعله ذكرا
فلما ألح عليه الناس بالمسائل وكان (عليه السلام) يفتي بالواجب ، فقمت لأخفف ( يخفف عن الإمام بالمسائل ) والرقعة معي لأسأله في غدٍ عن مسائلي .
فلما نظر إليَّ ( الإمام الجواد ) عليه السلام
قال : يا إسحاق قد استجاب الله دعائي
فَسمِّهِ أحمد .
فقلت : الحمد لله هذا هو الحجة البالغة ،
وانصرف إلى بلده فولد له ذكرا
فسماه احمد .
——————-
1- راجع حياة الرسول وأهل بيته –
ج – ص 32 و 34 .
2- راجع عيون المعجزات – حسين بن عبد الوهاب – ص 109.

شارك برأيك: