رحيل الأديب المحترم
أتقدم بأصدق وأحر آيات التعزية والمواساة لعائلة الهدي خصوصا وللقرية عموما برحيل الأستاذ الدكتور جعفر الهدي، وأنعى رحيله الأليم جدا على قلبي، نعم رحل من دار الدنيا إلى دار الآخرة، تاركا خلفه قلوبا مفجوعة برحيله، متألمة بفقده، مذهولة بخبر وفاته.
َسمعت الخبر من أختي الكريمة الغالية ام أحمد عبر برنامج الواتسب، ولم أستوعب الخبر، بل لم يكن قلبي متهيئا لمثل هذا الخبر وفي هذا الوقت بالتحديد، فتركت ما بيدي وأخذتني الذكريات إلى تلك المواقف التي كانت بيني وبينه منذو الصغر.
حلقت بذكرياتي إلى حلقة درسه في مسجد الشيخ خلف، حيثُ يوصي هذا بالحضور وذاك بالتدريس، وكم كان حريصا على جودة التعليم في المساجد وذلك واضح من خلال اهتمامه وسؤاله للطلاب عن مدى استفادتهم من الدروس التي يتلقونها في المسجد، ليلة الأربعاء ليلة مميزة جدا، حيث ينتظرها الجميع لما فيها من الدعاء والتكريم للطلبة ببعض الجوائز، وكم كان لهذا الجوائز البسيطة التي تعطى لنا في كل ليلة أربعاء دور تحفيزي وتشجيعي للحضور للمسجد وتلقي الدروس وفهمها، كان رحمه الله حريصا على تربيتنا وتنشئتنا تنشئة صالحة يرجو قطف ثمارها مستقبلا، فالكلمات تقصر عن شرح شخصه الكريم، وطيبة قلبه، وحبه للجميع، كانت ابتسامته لا تفارق محياه اثناء عمله في المسجد وهذا يكشف عن سر سعادته في هذا العمل التطوعي، لم يمنعه عمله في المدرسه من عمله في المسجد ولم يمنعه من متابعة الدروس وتقديمها بإسلوب مبسط وجميل،،تنوّعت أعماله التطوّعية في القرية وخدم فيها ما استطيع سواء في الجمعية الحسينية أو الصندوق الخيري، وله بصماته المعروفه مع فقراء القرية وغيرهم.
رغم أنه أصبح دكتورا وأديبا معروفا، إلا أن التواضع كان رفيقا له في دربه، كان محبوبا من الجميع داخل وخارج القرية، وعلى مستوى القرية كان حريصا على تلاحم أبناء القرية تحت مظلة الجمعية الحسينية، لتحقيق الترابط والألفة والمحبة وحفاظا على النسيج الاجتماعي لأبناء القرية.
رحمك الله يا أبا سمية، تركت جرحا في قلوبنا لا يندمل.
علي مدن