زلفى الأقواس للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

لـمـبـعـثـكـم كـونٌ تـجـلّـى مـن الـلـطـفِ
ومـبـهـمــة الأشـيــاء واضـحــة الــشَّــفِّ

أيــا مــعــجــزاتٍ صـــرن فـيــه شـمـائــلا
مـفـصّـلـة فـي الأيــن والـوقـت والـكـيــفِ

بـــــه أودع الـــرحـــمـــن ذاتــــيَّ أَمــــرِهِ
ألا نــادِهِ كُــنْ كــي يـكــون بــلا عَـسْــفِ

مـحـمّــدُ مــن قـــرب الإلــــه وعـــرشــه
غدا فوق مـعـنـى الـحـد أو قـدرة الوصـفِ

لـكـم ظـاهـرُ الـدنـيـا وشـئـتــم جــحـوده
لــه آيــة الــزلـفـى وقــابٌ مـن الـلــهــفِ

هـو الـجـسـدُ الـمـدمـيُّ تـبَّـتْ يَـدٌ لـكــم
هــو الــروح جــاءت بــالــمـودَّةِ والـعـطـفِ

ولــو شــاء هــذا الــمـسـتـلـذ عـذابــكـم
بـأنْ يـمـنــعَ الـبـلــوى لـطــارَ مـن الـخَـفِّ

ولــكــنَّــهِ شــدَّ الــجــراحــات مُــكـــنـــةً
وقــال: أنــا عـبـد، وجـرحـي غـدا إلـفــي

فـمـا الأرض آوت مـنــه وحـيــاً مــفــصَّــلاً
عـلـى هـديـهـا مـا آمـنـتــه مــن الـخـوفِ

لأنَّ مــدى الــطــغــيـــان يــكــبــر بــاعــهُ
تــأبَّــطَ فــي قـطـعِ الـمـسـافــةِ بـالـزيــفِ

وأشــكـــال وعـــي الـــنـــاس زيــــغ وردَّةٌ
فـهـم طـرفٌ يـأبـى سـوى مَسْكَةِ الطـرْفِ

ويــأبــى عــنــاق الــحــق بــعــد بــيــانــه
يرى فـيـه حـضـن الـراغـبـيـنَ من الـضَعْـفِ

وأمّا دعـيُّ الـــديــن مــا بـــيـــن بـــاطـــل
ومـا بـيـن حـقٍّ قــد تـسـمَّـر فـي الـنـصـفِ

هــو الـمــرجــف الـغــاوي الـغــويُّ مـــداره
كـمستبطـن للكفـر يعصى على الـكـشـفِ

بِــبَــلْــبَــلَــةِ الإيــمــانِ فــي كُـــلِّ أهـــلــهِ
وقــيــعـتُــه حــتــى بــغــائــلــة الــحــتـــفِ

ســـلامٌ رســـول الله والــــهــــديُ واقـــــفٌ
عـلـى وَقْـرِ آذانٍ تــســربــلــنَ بــالـسُّـجْــفِ

ســلامٌ رســول الله والــشــوك مُـــسـمـــدٌ
لـرجــلــك والأوســــاخُ نــحــوك لــلــقـــذفِ

سـلامٌ قـد اسـتـغـشـى الـعـتـاة ثـيـابــهـم
فـوحـيـك مـمــنــوع الـثــيــاب مــن الـصـرفِ

فــفــي مــكَّــةٍ تُـــؤذى كـــذاك بــطـــائـــفٍ
وعـيـنُـــكَ مِــرآهٌ إلـــى شُــرفَــــةِ الـــطَّـــفَّ

تــرى الـديـنَ فـي مِـشـوارِ عُـمـرِكَ مُـتـعـبــاً
ولـسـتَ تـرى تــثــمــيــرَهُ سـاعـةَ الـقـطـفِ

فــيــا ثــمــراً فــيــه الــحـسـيــــن مــجــدّلا
قـطـافُـكَ نَـحـرُ الـرأسِ في سـاعـة الكسـفِ

أرحْ تــعــب الــوحــي الــذي زاغ جــــرحــــه
وكــــاد كــتــــاب الله يــــقـــرأ بــــالـــــنــزفِ

فـكـن رحـلـة الإسـراء والــقــدس وطــرهـــا
بـكـم لــقــديــم مـسـتـجــد مــن الـــوقـــف

وقــفــت لــهــا مــسـتـقـبــلا وجــه ربــكــم
فـقـبـلـتـك الأولــى تـــنــاديـــك لـــلـــصـــفِّ

مـلائــك صــفّــــت لــلــصــلاة وقـــصــدهــــا
تُـصـلِّـي بــهــا هــذي صــلاة مــن الــزحــفِ

بــهـــا بـركــات فــي الــمـسـاجــد عـطـلــت
ومـا حـولـهـا أمـسـى الـذي سرهـا يُـخـفِـي

هـيـاكـل مــن وهـــم الــيـهـــود تـــشــيــدت
وأعــمـــدة الأقـــصــى تــآكــلــن بــالــجَـــرْفِ

أعــدهــا صــلاة والــهــيـــاكـــل تـــمَّـــحِــــي
وخـلـفـك عـيـسـى والـمـقـاوم فــي الـخَـلْـفِ

ونـهـنـه .. فــفــي الإسـراء مـا أنــت فــاعـــلٌ
مـع الـعـرب مـن أشـبـاه قـومــك مــن صـنــفِ

فـمـكـــة مـــازالــــتْ حــديـــث ســــقــــايـــة
وغــيـــم مـــبــاهـــاة ومـــا جـــاد بــالــوطـــفِ

وفــي الـقـــدس مــلَّ الانــتــظــار ســقــايـــة
مــن الـعـرب والأعــوام تــحــلــم بــالــرشـــفِ

أغـــثــــهــــا رســــول الله إنَّ صــــلاتــــكـــــم
بـمـحـراب بـيـت الـقـدس في عـتـقهـا يـكفـي

****

أمـــولايَ والألــطـــافُ إنْ تــغـــدُ مـــقــــصــــدا
لــسـفــرة مــهـمــوم الــرســالــة مــن حـيــفِ

فـإنّـك بـالـمـعــراج كـم تـــبــلــــغ الـــمـــنــــى
وكــم تـغـلــق الأقــواسَ بـالـقـوس ذي الـزلــفِ

إذا كــانــت الـــجـــنـــات مــــخــيــــال مــؤمــن
أراد بـــهـــا جَـــسْـــرَ الـــمـــآلاتِ بـــالـــرَّصـــفِ

أراد بـــهـــا حـــصـــر الــنــهــــايـــات مــــوئــــلا
وفــي درجـــات الــخـلـــد لا حــصــر لــلــزحـــفِ

فــــإنَّــــكَ بــــالـــمـــعـــراج تَــمْــهَــدُ جَــــنَّـــــةً
وتــرقــى بـهــا حـيــث الــســلالــم لـلـنــســفِ

قــبـــالـــة عـــرش الله حـــيــث تـــمــنَّـــــعــــتْ
مــلائـكـة الــرحــمــن فـــي أجــــمـــل الــكـــفِّ

تــجــلَّــيـــت لـلـرحــمــن عــبــــدا مــقـــــاربــــا
لــذات تــجـلــي الله والــعـــرش كــالـــكـــهــــفِ

فـــوجـــهــك أمــــســـى وجــهـــه ويـــــداكــــم
يـــداه وأســرار الــمــشــيـئــة فــــــي حَــــــرْفِ

ألا كــنْ وتــفـــاح لــــفــــاطــــم مـــــضـــــغـــــة
وجـاءتـــك بــنــت الــعــرش سـقـفـا بـلا سـقــفِ

ألا كــنْ وخـــفَّـــفْــــتَ الـــعـــبـــادةَ رحـــــمـــــة
عـلـى أمـة يـحـلـو لــهــا الــصــنــم الــمـخــفــي

ألا كــنْ ولا مـــا كـــنـــت فـــضـــاَّ عــلــى الــورى
وإنْ كــنــتَ تُــدمِــيــكَ الــفــضـاضــةُ مـن جِــلــفِ

أيــا رحـــمــة لــلــنـــاس والـــنـــاس غـــلــطــــة
وإنّــــك مـــجـــروح بـــمـــنــهـــجـــك الــــعــــــفِّ

بــمــبــعــثـكــم مــا بــيــن كــلــفــة جـــرحــكــم
ومــا بــيــن ألــطــاف ومـــرهــمــهـــا يــشــفـــي

كــتــبــتــك لــلــعــاصـــيــــن طــور هـــــدايـــــــة
وأطــــوار مـــعـــراج تــــزايـــلـــن بـــالـــكـــشـــفِ

فـــفــــي أمـــة لــــم تــــهــــتــــد بــــنــبــيـــهــا
وفــي اســمـــه تــغــدو كــمــوؤدة الـــخـــطــــفِ

بــــمــــعـــراجـــــه تـــذكـــيـــرهــــا أنَّ ديــــنــــه
يــــرفُّ عـلــيــهـــا لــيــس يــوضــع فـــي الــــرفِّ

شارك برأيك: