“لـمـونـاضـاك” بـلَّ ريـقَ الـشـعــوبِ
ومــحــيَّــاكَ فِـــتـــنـــةٌ لــلــقــلــوبِ
نَـشَـفَ الـريــقُ مـن عَـدَوٍّ حــســودٍ
حـيـن زاغـتْ عـيـنـاهُ في المَشرُوبِ
هـاكَ فـاشـربْ قُـلـنـا هـنيئـاً مـريـئـاً
رطِّـبَـنْ شِـفَّـةَ الـخـطـيـبِ الـمَهِيـبِ
حـيـث بـعـد الـخـطـاب بـلـعُ حُـلُـوقٍ
واكـتـئـابٌ يُـصِـيـبُـهُــم بــالـقُــطُــوبِ
كـلُّ مـن حـبّـكــم وسـؤرك يـشفـي
قـال: يـا لـيـتَ كُـوبَــهُ كــانَ كُـوبِــي
وحَــسُــودٌ رأى بــكُــوبِـــكَ سُـــمــاًّ
طـال مـنـه الـحـشـا وأنـتَ بــطـيـبِ
آه كـم أمـرضــوك والـقـوم مــرضــى
أمـريــضٌ وفـيــكَ طِــبُّ الـطَـبِـيــبِ؟!
دُرتَ بـالـمـيـسـمِ الــمُـطــبِّــبِ غـيـاًّ
ولــنــا بــســمــةٌ بِــثَــغْــرِ رَطِـــيـــبِ
أنــتَ كـــلُّ الـــدواءِ إذ ذاكَ تــــأبـــى
جُــرعــةً مــن شَــرابِــهِ الـمَـشـبُـوبِ
كـيــف تــدنـــو مــن الــدواء عــلاجــاً
أنـت صُــفِّـيـتَ سـيِّـدِي مــن عُـيــوبِ
أنــت مـن مـضـغـة لـفـاطـم تــبـقــى
خَـلْـقُ تُـفَّـاحَـةِ الـجِـنَـانِ الــعـجــيــب
فـيـك أسـرار كـوثـر عـطـره الـلـيـمـون
يــا نــكــهــةَ الــمـــذاقِ الــرهــيــــبِ
“لموناضاك” سـيــدي الـثـغــرُ نـــاداكَ
فــمــن كــوثــر أتـــى تـــرطــيــبـــي
لـمـونـاضـاك حــيــدر لــهــو سـاقــاك
وأهـــداك فـــوَّهـــات الــخـــطـــيـــبِ
الـبـلاغــات بــعــض حــربــك مــولاي
ومـــا رُقّـــعــــتْ عـــلــــى أي ثـــوبِ
إنّــهـــا لامــــة الــحــــروب صــــداهـا
مــن تـفـاصـيـل صـوتـكَ الـمـسـكـوبِ
كــل مـن يـعــشـق الـمـعــارك وصـلا
بــك نــادى يــا نــاس ذا مـحـبــوبــي
أعـــجــــيــــب إذا انـــتـــصـــرت دلالا
ولـشــانــيــكَ شـبُّ نــار الـقــلــوبِ؟!
كدْ بـهـا حـاسـديـك .. فـالـلـمـونـاضـا
آخــر الاخــتـــراع عـــنـــد الـــحـــروبِ
أفــرغ الـكــأس تــنــتـهــي قـلــمــون
واخـطـبـنَ بــعــد مـجـعـة الــتـجـريـبِ
لك بأس الـرجـال فـي الـكـأس يحكي
بــعــض مــرغـوبــكــم مـع الـمـرهـوبِ
وعــلـــى جــبـهــة الـتـعـرق أمـسـى
سـيـل حـبــر لـلـنـصــر مـن مـكــتــوبِ
إنُّــهُ كــدح مــســكـكـم فـي جــبـيــن
صــار لـــوحَ انــتــصـارِنـــا الــمـطـلــوبِ
بــحُـــرُوبٍ نَـــفـــســـيَّــةٍ لا تُــجَـــارَى
أنـتَ أبـدعــتَ سـطــوةَ الأُســــلــــوبِ
فـــاتـــكٌ قـــاهـــرٌ ظـــهـــيـــرٌ نَـــــدِيٌّ
غُــــصَّــــةٌ أو زُلالُ شُــــــربٍ عـــــذوبِ
حين نصح بـ”اللموناضا” وشربها بغيظ أقرب إلى دلال انتصار قاهر .. كان لابد للموناضا أن تكون الحدث والاستقراء والاستلهام بعدما شاءها أعداؤه سما زعافا وموتا في الخيالات ِ